الترجمة الثانية والعشون : شذرات من حياة اعلام موريتانيا…/ د. احمدو ولد آكاه
نواكشوط 16مارس 2021( الهدهد .م .ص)
الشيخ أحمد حضرمي ابن عبد الدائم التاكاطي
جنسبه: هو الشيخ أحمد حضرمي بن أحمد بن محمد بن عبد الدائم بن أحمد بن الطالب اخيار ابن محم بن بوخيار بن علي بن يوسف بن الفغ التاكاطي.
مولده ونشأته
ولد “أحمد حضرمي” حوالي سنة 1259هـ في وسط علمي وثقافي؛ فدرس في الكتاتيب القرآن الكريم دراسة غير منتظمة وغير طويلة، وظل أهله يحثونه على متابعة التعلم والانضباط فيه، فلما راهق توفي والده وأشرف عمه العالم “عبد الله” على تربيته لكنه حج ولم يرجع، وذلك إبان بلوغ صاحب الترجمة.
ويمكن وصف ما وقع له من الناحية العلمية والمعرفية بالفتح حيث صار يحفظ كل ما طالع من الكتب.
ونشير إلى أن عمه المذكور يعد من العلماء المشهورين، وهو من تلامذة “الشيخ محمد المامي” وأن أخاه الأكبر “محمدو” الملقب “ابوه” عالم ورع من أشهر علماء زمانه، وقد توفي سنة (1310هـ).
وكان للشيخ دور اجتماعي كبير وحضور قوي في محيطه و في الذب عن قبيلته ودفع شر أهل السلب والنهب عنهم،
كما اشتهر بالزهد وكثرة الإنفاق والإقلال من أمور الدنيا.
كراماته وتصوفه
ظهرت عدة كرامات مختلفة على يد “الحضرمي” ويمكن رصد أبرزها فيما يلي:
1- انتقام الله له ممن ظلمه: ومن ذلك بعض الظلمة الذين كانوا ينهبون كل شيء ويتسلطون على الضعفاء، فكان إذا غير خاطره أحد منهم عوقب عقوبة عاجلة، فقد جاء جيش إلى حيه متحديا غير خائف ولا آبه بالضفنطى منكرا لكراماته، فخيرهم الشيخ قائلا: بم تحبون أن تعاقبوا؟ فقالوا مستهزئين: نحب أن نعاقب بالجدري، فقال لهم: سيقع لكم هذا المرض ولن تعدوا أحدا به، فوقع لهم المرض وفق ما قال، ولا تزال قبورهم في “أنياركه” بولاية لبراكنه شاهدة على ذلك.
ومما جرى له تجاه الظلمة: أنه كان يبني دارا – وفيها عمال يشيدونها – فجاء جيش للعمال وقت الغداء – فحاولوا الاعتداء عليهم وأكل طعامهم؛ فصاروا لا يهتدون بأيديهم إلى أفواههم، فتارة يذهب بها أحدهم إلى قفاه وتارة إلى ظهره.
2- قلب الماء لبنا: وقد وقع له ذلك الخارق للعادة مرات عديدة، وهذه القصص حسب مصدرنا ثابتة بالتواتر.
ولما ظهرت على يديه هذه الخوارق تتلمذ عليه العديد من الناس، وتاقت حينها نفسه إلى التصوف، فذهب إلى “سيدي عبد الله بن محمد محمود بن سيدي عبد الله العلوي”.
وقد خيره هذا الشيخ بين طريقة جده “سيدي عبد الله” (الشاذلية) وطريق “الشيخ سيديا بن الهيبة” (القادرية) فاختار الشاذلية، وأخذها عنه، ومكث معه أشهرا انتهت بتصدير الشيخ له وتقديمه في الطريقة الصوفية، وأهدى التلميذ لشيخه هدايا جزيلة ورجع إلى أهله وذويه وأسمى ابنه الكبير “سيدي عبد الله”.
أبناؤه:
خلف الشيخ أحمد حضرامي بعده أبناء فضلاء من بينهم على سبيل المثال:
– ابنه شيخ المشايخ الشيخ أحمد أبو المعالي
– عبد الباقي
– الحسن
– محمدو
رحمة الله عليهم أجمعين
وفاته:
توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1319هـ، أو 1314
ودفن بمقبرة تنتزل على بعد 70 كلم جنوب شرقي مكطع لحجار تقريبا.