الترجمة الرابعة : شذرات من حياة بعض أعلام موريتانيا../ د. أحمدو ولد آكاه

نواكشوط 12 فبراير 2021 ( الهدهد . م.ص)

حمدي بن المختار بن الطالب أجود

نسبه: هو حمدي بن المختار بن الطالب أجود الحاجي، ينتهي نسبه إلى سيدي عبد القادر الجيلاني.
حياته: نشأ “حمدي” في مدينة “وادان”، ويقال إنه مكث فيها زمنا طويلا لا ينام ليلا ولا نهارا لتعلم العلم، حتى صار بإمكانه أن يسل مسائل العلم كسل الشعرة من العجين، أخذ العلم عن والده “المختار” الذي كان قادري الطريقة .
ويعتبر “حمدي” عالما جليلا وصفه “المختار ولد حامد” بأنه: “قطب زمانه ووحيد أوانه في العلم والعمل والورع والصيت، وله معرفة في جميع الفنون المعهودة في عصره، وكان عالما شهيرا وشيخا كبيرا.
وقام “حمدي” برحلات كثيرة في بلاد السودان والبيظان و أسس في قبيلته إدولحاج محظرة علمية وحضرة صوفية، وحمل إشعاعهما حتى “فوته” و”والو” .
ومما يروى عنه في معرض الإشارة إلى ورعه أنه درس على أحد علماء فوته مدة ثماني سنوات، وأصيب ذات مرة بمرض ناتج عن البرد، فقال له شيخه أمرا غريبا يدل على عدم الاهتمام بالطهارة الشرعية؛ حيث ذكر له نظما رجزيا زعم أن من قاله ترفع عنه الجنابة، فما كان من “حمدي” إلا أن انصرف خفية دون أن يعلم الشيخ راجعا إلى بلاده، فلما وصل إلى ذويه قضى صلواته طيلة تلك الثماني سنين التي قضاها مع ذلك الشيخ .
وقد أخذ “حمدي” عن “الفقيه الخطاط” مختصر الشيخ خليل، كما أخذ عنه الطريقة الشاذلية ، ويذكر أنه تلقاها أيضا عن “سيدي أحمد التمكلاوي” .
و ممن أخذ العلم عن “الشيخ حمدي”: محنض باب بن اعبيد الديماني، وزايد المسلمين التاشدبيتي، وادييجه الكمليلي، وغيرهم، إلا أن “زايد المسلمين” كان من أبرز مريديه في التصوف.
بقي أن نشير إلى أن التاريخ احتفظ ببعض مؤلفاته – رغم شح المعلومات عنه- ومنها طرة على الكوكب الساطع .
توفي “الشيخ حمدي” ـ رحمه الله تعالى- سنة 1220هـ وقد أرخ لوفاته “محمذن بن محنض بابه بن اعبيد” فقال:
مَوتُ السِّراجِ حَمْدِي فِي عامِ شَكَرْ
كَمْ حَمِدَ المَوْلَى العَظيمَ وَشَكَرْ .

مقالات ذات صلة