رأي ../ رمضانيات ..ح 4./ تكتبها متومنت عبد المالك
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد شرع الله سبحانه وتعالى الصيام لحكمة عالية وإرادة سامية فليس من اجل حرماننا من الطعام والشراب ولا من اجل ان نذوق العذاب أو الآلام ولكن لتهذيب طباعنا وتقويم ما اعوج من اخلاقنا ..
نعم الصوم منهج انساني راقي يربي في النفس عاطفة الرحمة ويدفعها إلى طاعة الله سبحانه وتعالى بامتثال ما أمر به واجتناب مانهى عنه وزجر.
والصوم خلق عظيم يدعو إلى الصفح والتسامح والتعاون ،يفرض علي الإنسان ان لايشبع ويترك الآخرين جياعا.
وقد عاش سكان الجزيرة العربية اوضاعا قاسية بل غاية في القسوة بمناخها وتضاريسها جافة غاية الجفاف.
ولم يتعود العرب في الجاهلية صوم شهر بكامله فكان ان انقسم الناس بين من تقبل الأمر الجديد (الصوم ) الذي فرضه الإسلام طائعا وبين من كان عليه صعبا وكأنه امر صعب، وفئة أخرى يغيظها رمضان فكان الأدب آنذاك مدونا لكل ذالك.
فهذا كعب بن مالك رضي الله عنه ينشد شعرا بعد ان هم ان يصوم صوم الوصال وهو صيام ثلاثة أيام بلياليها دون افطار تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاه صلى الله عليه وسلم قائلا (ابيح هاذا لي … ولم يبح لأمتي…).
يقول كعب رضي الله عنه :
بنفسي وأهلي والذين أحبهم
لصومي صوم الناسكين ذوى البر
فإن صمته صوم الوصال فإنني
قمين بأن ألقى رضاك إلى الحشر
وما كبت الأعداء إلا نكوصهم
عن الخير مابين المذلة والعسر
ولوشاء ربي كان صومي كله
وصالا فلم يصبح من العام في شهر