ومضة …/ الغائب الأكبر في الحملة على الفساد…/ الشريف بونا

نواكشوط 30 سبتمبر2020 ( الهدهد .م .ص)

تبين للجميع أن المعول على مواكبة القضايا الوطنية الكبر ى والدفاع عنها على التنظيمات من أحزاب ومجتمع مدني في بلدنا كالقابض على الماء.
فمنذ أن شرعت لجنة التحقيق البرلمانية في بحثها وتدقيقها في ملفات فساد النظام السابق الذي نهب الميارات من أموال شعب تبخرت ٱماله على مدى ستين سنة في الحصول على نظام يتمتع بالحكامة الرشيدة .
فمنذ بداية التحقيق وحتى رفع تقريره إلى العدالة توارت عن الأنظار الأحزاب والهيئات المدنية التي كان ضجيجها يملأ الآفاق ويصك الآذان مطالبة بمحاسبة المفسدين.
ومن يتابع مجريات التحقيق يتبادر إلى ذهنه اننا في بلد لا رأي عام لمواطنيه في تسييره ولا مواطنة تدفعه للمطالبة باسترداد حقوقه المنهوبة ولو باحتجاجات عفوية تكون مرٱة عاكسة لتذمره من تصرفات المفسدين في ثرواته وتبديد ممتلكاته .
الغريب أننا لم نتعلم من الٱخرين الطريقة التي تكون فيها السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية مدفوعة بمد شعبي يتوج بعزل المفسدين ومحاكمتهم في ظروف مواتية لإنصاف الشعب المظلوم وضخ الاموال المنهوبة في خزينة الدولة.
ومهما يكن فإن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني عندنا والنخب السياسة والثقافية المستقلة اذا لم تقم بدورها في التوعية والتحسيس و الضغط لإسترجاع حقوق الشعب فانها تصبح نمطا من انماط الفساد المعنوي لا يقل خطورة عن الفساد المادي الذي اخذ النظام الحالي على عاتقه مسؤولية محاربته.

مقالات ذات صلة