لمغيفري يتحدث لموقع ” الهدهد”: عن جاهزية التحكيم للموسم الرياضي 2020- 2021

نواكشوط 10 سبتمبر2020 (الهدهد)

بدأت الفعاليات الرياضية تتحرك من جديد للتعايش مع جائحة كفيد 19بعد انقطاع لمدة شهور هجر فيه الجمهور الرياضي الملاعب، حيث أصبحت سيدة الألعاب محشورة في زاوية لا تلامسها قدم من الهواة والمحترفين.
اليوم وقد فرضت كورونا التباعد الذي لا يمكن أن يطبق في ساحة محدودة مسافتها 118,8 متر ويتنافس على نجيلتها 22 لاعبا يقودهم طاقم تحكيم من حكم مركزي وحكمين على خطوص التماس.

فلم تمنع صعوبة التباعد في هذا الميدان هيئات الإشراف على المنتخبات والفرق من اتخاذ قرار تبدأ من خلاله مسار الأنشطة الرياضية بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص.
بما أن الاتحادية الموريتنايين لكرة القدم ليست حالة استثنائية من الاتحادات الإقليمية والقارية والدولية فقد ضربت الأتحادية  موعدا لإستئناف أنشطتها حددتها ببداية الشهر الجاري حيث شرعت في تنفيذها.
ولتسليط الضوء اكثر على جانب مهم في الأنشطة الرياضية بل هو الحلقة التي لا يمكن أن تتدحرج كرة قدم على نجيلة بدونها باستثناء حلقات التدريب التي يتولى الإشراف عليها المدرب المتمثلة في الحكام الذين يتحملون هذه المهمة الصعبة أجرى مندوب موقع الهدهد القابلة التالية مع الحكم الدولي  السابق لمغيفري بوشعاب
نائب رئيس دائرة التحكيم بمكتب الاتحادية الموريتانية لكرة القدم :
سؤال: ماهي الخطة التي اتبعتموها لإستئناف التحكيم في منافسات الموسم الرياضي  الذي بدأ بالفعل؟

جواب : لمغيفري بوشعاب ، الخطة كانت من بداية الجائحة دائرة التحكيم بالاتحادية الموريتنية لكرة القدم رسمت جدولا أو مخططا لمتابعة وتقييم الحكام في أدائهم فنيا وبدنيا وبهذه المناسبة كان هناك البرنامج المسطر للإعداد البدني ،حيث كان الإعداد يعني  كل حكم نظريا لأن التجمعات كانت ممنوعة وفي ذلك الإطار رسمت الدائرة برنامجا تدريبيا منفردا بين صفوف الحكام وتابعه الحكام جميعهم وكانت هناك المتابعة من المسؤولين عن اللياقة البدنية في دائرة التحكيم وكانت الأمور تسير بمهنية .
المرحلة الثانية كان هناك جانب فني خاص بالقانون ومستجداته إلى جانب تقديم بعض الدروس والمحاضرات التي تساعد الحكام ليكونوا دائما على اطلاع بآخر التعديلات التي تطرأ على التحكيم الدولي من حين لٱخر ، بالنسبة لإستئناف الدوري فدائرة التحكيم لجأت إلى تقييم جاهزية الحكام بدنيا .
وبهذه المناسبة أعددنا خطة أخرى وهي عبارة عن الاختبارات البدنية المعروفة ، قسمنا حكام النخبة إلى ثلاث مجموعات ، مجموعة نواذيبو ومجموعة ازويرات ومجموعة نواكشوط، وجرت الأمور بشكل طبيعي الحمد لله والحكام جاهزون بدنيا واجتازوا الاختبار الفني وكانت النتائج جد إيجابية .
سؤال : هل لديكم طاقم تحكيمي متكامل يغطي جميع حاجيات البطولات الوطنية بما فيها دوري الدرجة الأولى والدرجة الثانية والكأس الوطنية و البطولات الصغرى ؟
جواب  : لمغيفري بوشعاب : الحكام التابعون لدائرة التحكيم هم حكام النخبة (أ) والنخبة (ب) هناك حكام آخرون تابعون للروابط الوطنية أو العصب الجهوية .
الحكام التابعون لدائرة التحكيم من الفئتين” أ” مخصصون لتحكيم البطولة الوطنية لأندية الدرجة الأولى وبعض المباريات الصعبة في الدرجة الثانية أما بالنسبة لحكام النخبة “ب” فهم مخصصون بتصنيفهم لتحكيم مقابلات فرق الدرجة الثانية. وعن عدد الحكام الموجودين لدى الدائرة ،فعلى مستوى النخبة (ا) والنخبة (ب) العدد يغطي حاجيات البطولة الوطنية للدرجة الاولى و الثانية لكننا نسعى لإتباع خطة جديدة لزيادة عددهم من خلال التكوينات المستمرة.
سؤال : ماذا عن الأمكانيات المتوفرة لديكم كلجنة تحكيم ؟

جواب: لمغيفري بوشعاب: فيما يخص الإمكانيات الحمد لله دائرة التحكيم تحظى بعناية كبيرة من المكتب التنفيذي للاتحادية الموريتانية لكرة القدم ، كل الأمور التي تخص التطوير والدورات التكوينية التي نقوم بها نعرضها على الرئيس ويوافق عليها وبالتالي هي تغطي جميع متطلباتنا فليست لدينا مشكلة فيما يتعلق بالإمكانيات .
سؤل: ما ذا عن استفادة الحكام الشباب الجدد الذين تألقوا دوليا من امثال عبد العزيز أبوه من تجربتكم وخبرتكم في المجال بصفتك نائب رئيس دائرة التحكيم بمكتب الاتحادية الموريتانية لكرة القدم ؟
جواب : لمغيفري بوشعاب : الحكام الدوليين الجدد عبارة عن جيل جديد وأنا بدوري من خلال تجربتي المتواضعة تحت خدمتهم وأعمل على تأطيرهم وهذا هو دوري ودور دائرة التحكيم الذي يتجسد في تكوين وتأطير الحكام وتقييمهم ومتابعتهم ، فهناك متابعة خاصة لكل الحكام الدوليين سواء محليا وسواء على المستوى الدولي لدرجة أننا نطلع على نتائجهم على مستوى “الكاف” و”الفيفا ” ،ونحن على اتصال دائم مع دائرة التحكيم في الاتحاد الإفريقي ودائرة التحكيم في الاتحاد الدولي وهذا يؤكد على متابعتنا لهؤلاء الحكام الشباب وتقييمهم والبحث لهم عن تكوين يصقل مواهبهم .
وحسب اعتقادي هناك أمل كبير بأنهم سيصلون لاعلى المستويات لانهم يسيرون على الطريق الصحيح .
سؤال : بعد توليكم لمنصب نائب دائرة التحكيم بمكتب الاتحادية هل ساهمتم في الحد من اخطاء التحكيم وبعبارة أخرى هل حرصتم على الشفافية وماهي الخطة التي تتبعونها للعمل على تحكيم نزيه لا تؤثر عليه المغريات المادية بغية انصافه للجميع ؟
جواب : لمغيفري بوشعاب : فيما يتعلق بالأخطاء نحن بعد إنشاء دائرة التحكيم انتهجنا خطة للتقييم، فجميع الحكام يتم تقييمهم على مسألتين : مثلا تقرير بعد المباريات يتم إرساله مباشرة للدائرة، المسألة الثانية ترتبط بالتقييم عبر الفيديو ، بحيث أن كل المقابلات التي تم تصويرها نأخذ الشريط نفسه ويتم تقييم الحكم على أساس اللقطات المسجلة عبر الفيديو .
ولتفعيل هذه المهمة قامت دائرة التحكيم بضم عضوية المسؤولين عن تجميع الأشرطة أسبوعيا وجلبهم لدائرة التحكيم ويتعلق الأمر بالمصور البار ولد اشكونة الذي يعمل باستيديو الاتحادية الموريتانية لكرة القدم ، وبعدها تقوم الدائرة بتقطيع تلك المقاطع وفي اليوم المخصص للتقويم الشهري الذي تجريه الدائرة مع الحكام نقوم بعرض إحدى اللقطات ونناقشها. وبما أننا أصبحنا نعتمد بشكل رئيسي على التقييم بالفيديو ، عموما هناك أخطاء ترتكب من طرف بعض الحكام نسعى للتقليل منها ، خصوصا تلك المؤثرة ، و هذه السنة لله الحمد تناقصت بشكل ملحوظ .
سؤال : ما ذا عن الدورات التكوينية للحكام لمواكبة التطورات التي تطرأ على التحكيم الدولي ؟
جواب : لمغيفري بوشعاب : نحن لدينا تكوين مستمر ، فيه خطة يتم إعدادها من طرف الدائرة ويتم عرضها على  الاتحادية في شكل برنامج جزء منها خاص بدائرة التحكيم والجزء الآخر خاص بحكام العصب الجهوية .
ويجب التذكير هنا بأننا قمنا بما يعرف باللا مركزية التكوين ، فجميع الدورات الأولية الخاصة باكتتاب الحكام أصبحت من اختصاص العصب والدائرة لم تعد لها علاقة بذالك ، ياتي الارتباط فقط في حال وجود عصبة جهوية لا تمتلك إمكانيات أو ليست لديها مكونين ، حينها تعمل دائرة التحكيم على مساعدتها، حيث تبعث لهم مكونين ومعدات تتضمن كتيبات خاصة بقانون التحكيم ،ولكنهم يبقوا هم الجهة المسؤولة عن التكوين ، عندما يصل الحكم لمستوى حكم عصبة يدخل تحت مسؤولية دائرة التحكيم وهذا يعني أن هناك تكوين مستمر على المستوى المحلي وفيه تكوين خارجي بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي والاتحاد الدولي ، سواء على مستوى الحكام أو على مستوى المعدين البدنيين .
لقد قمنا بعدة دورات تكوينية بالتعاون مع الاتحاد الدولي عن طريق إرسال مكونين ومحاضرين إلى الخارج في إطار الدورات التي يقوم بها الاتحاد الدولي والاتحاد الإفريقي وبالتالي فيما يتعلق بالتكوين فأعتقد أننا قطعنا فيه أشواطا مهمة.
سؤال: تتحدث بعض الأندية خصوصا تلك الصغيرة بين “قوسين” عن تعرضها للظلم في كثير من الأحيان خصوصا عند مواجهتها للاندية الكبيرة كيف تردون على ذلك ؟
جواب : لمغيفري بوشعاب: قضية احتجاج الأندية على قرارات التحكيم ، نحن نقوم بالتعيينات على أساس علمي ليس بطريقة عشوائية ، أي مقابلة اليوم صعبة سواء على مستوى الدرجة الأولى أو الدرجة الثانية أو على مستوى الفئات الصغرى نقوم بتحليل المباراة وننظر للحكم المناسب لها بغض النظر عما إذا كان النادي كبيرا أو صغيرا لأن الجميع في نظرنا سواسيية .
صحيح أن هناك مقابلات تتطلب إدارتها اختيار طاقم على درجة عالية من الصرامة في اتخاذ القرارات المناسبة تمشيا مع النظم والقوانين المعمول بها في كرة القدم , لكنكم تعلمون اكثر من غيركم أن المتعرض للخسارة في المقابلة يحمل المسؤولية للحكم،  لا يهمه إن كان هو الفاشل في أدائه، فاختلاق الأعذار بعد الخسارة في المنافسة  جبل عليها الإنسان في مجالات التنافس فنحن نقول في امثلتنا الشعبية “عذر النواش”.

ومع ذلك فالحكم عندما يقوم بأخطاء فإنه يتم تقييمها ،فإذا كانت مؤثرة فهو يتحمل مسؤولية أخطائه ، فهناك حكام دولييون تمت معاقبتهم على قرارات خاطئة وهذه هي الخطة التي نتبعها اتجاه من تحمل مسؤولية التحكيم بعد التقييم الأداء إذا كان مردوده مقنع وأخطاءه ليست مؤثرة يتم قبوله، أما إذا كانت هناك اخطاء تؤثر على تلك المقابلة اصبح لزاما على الدائري  معاقبة الحكم.
سؤال : تعتقدون أن التحكيم في موريتانيا حقق نجاحا وخطى نحو مستويات التحكيم الدولي ،أم انه ما زال بحاجة للمزيد ؟
لمغيفري بوشعاب : التحكيم الموريتاني حقق نتائج مهمة في الآونة الأخيرة ، فالمهم  في نجاح التحكيم هو حضوره في المحافل الدولية خصوصا في البطولات الكبرى على مستوى الاتحاد الإفريقي ككأس أمم إفريقيا ، فمنذ 2012 والحكم الموريتاني حاضر في المسابقات الكبرى التي هي كأس أمم إفريقيا وهذا مهم ،ثانيا حضور التحكيم في المقابلات المهمة الحساسة في رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية وفي المقابلات المتقدمة جدا .
،فهذا هو المعيار الذي من خلاله يمكن أن نصدر حكمنا على التحكيم الموريتاني، في اعتقادي أن التحكيم الموريتاني حقق نجاحا كبيرا وأن كل دورة رياضية مهمة على المستوى القاري في العقد الأخير  كان هناك تواجد للحكم الموريتانيفيها

وهذا مهم ومعيار أساسي في تحديد مستوى النجاح.
سؤال : بعيدا عن التحكيم كيف ينظر الحكم الدولي السابق لمغيفري بوشعاب لكرة القدم الموريتانية وهل برأيكم المنتخب الوطني للشباب قادر على التتويج بأمم إفريقيا للشباب التي ستحتضنها بلادنا العام القادم نظرا لعاملي الأرض والجمهور ؟
جواب: لمغيفري بوشعاب : بالنسبة لنظرتي عن كرة القدم الوطنية ، فنتائجها تجيب عن نفسها من خلال تحقيقنا لنتائج مهمة ، حيث قطعنا أشواطا مهمة على مستوى الأندية الوطنية التي أصبحت تشارك في المسابقات الإفريقية وتدخل دوري المجموعات لأول مرة ،أما على مستوى المنتخب الوطني ،فقد حقق نتائج مهمة جدا مرتين التأهل ل”لشان” وتأهله لنهائيات “الكان” فهذا ليس بالأمر السهل وعلى المستوى المحلي تنظيم البطولة الوطنية واستمراريتها من الاهمية بمكان جدا ، كما أصبح هناك احتراف على مستوى اللاعبين المحليين الذين تخرجوا من أندية وطنية اليوم في أعرق الأندية الأوروبية وفي المغرب والجزائر وأصبح اللاعب الموريتاني مطلوبا وهذا لا يمكن أن يأتي اعتباطيا، وإنما هو ناتج عن برامج واستمرار رؤية واضحة لدى مسبري الاتحادية الموريتانية لكرة القدم .

رئيس الجمهورية يضع حجر الأساس لتأهيل ملعب نواذيبو لإحتضان كأس الشباب الإفريقي 2021.

 

بالنسبة لهذا العرس الكروي الذي ستحتضنه بلادنا ، هو عرس سبقت لي المشاركة وأعرف جيدا قيمة البطولات الإفريقية فيما يتعلق بالجانب التنظيمي كان لي الشرف الحضور في السنوات الأخيرة في كل البطولات الإفريقية ، وهذا العرس مهم ولأول مرة في التاريخ نستضيف بطولة تشارك فيها 12 مننتخبا إفريقيا وهو ما يعني انتتعاش فنادقنا اقتصاديا .
ولا شك أن هذه السانحة ستكون فرصة نقدم فيها للعالم صورة حقيقية للتعربف ببلدنا موريتانيا .
فالكل أصبح يتحدث عن موريتانيا كرويا سواء على المستوى الإفريقي أو على المستوى العالمي ، بحيث أصبحت موريتانيا مرجعا في البرامج ، اليوم ونحن نستضيف إخوتنا الأفارقة ، فهذا الحدث الرياضي الهام  يفرض على الجميع تكاتف الجهود لإنجاحه ، فالمباريات ستكون منقولة على القنوات الدولية والصحافة الدولية ستكون متواجدة على أرضية الميدان لتغطيته والمطلوب في اعتقادي من الجمهور الرياضي الموريتاني أن يعطي صورة مثالية عن المواطن الموريتاني بأسلوب متحضر .
من ناحية أخرى هدفنا الثاني ليس هو هذه البطولة بحد ذاتها بل هو التأهل لكأس العالم للشباب الذي هو ليس بالأمر السهل ، كما أنه ستكون لها انعكاسات إيجابية على الاتحادية الموريتانية لكرة القدم .
وفي حال تمكن منتخب الشباب من التأهل إلى النهائيات ستكون فرصة لإحتراف العديد من اللاعبين الشباب وهذه قيمة إضافية لكرة القدم الوطنية.
سؤال : هل من كلمة أخيرة أو رسالة عبر هذا المنبر ؟
جواب : لمغيفري بوشعاب: أتقدم بجزيل الشكر لجميع الرياضيين وأتمنى لهم إعادة منافسات جيدة مع تمنياتي بالتوفيق للجميع .

أجرى المقابلة : بوبكر تورى

مقالات ذات صلة