ومضة …/ صفقة بعد صفقة …/ الشريف بونا
نواكشوط 24 اغسطس 2020 ( الهدهد )
تابعت التقرير الاستقصائ المنشور على نطاق واسع عن الصفقات المشبوهة المشمولة في تقرير لجنة التحقيق البرلمانية المتعلقة بالرئيس السابق بشكل مباشر فكانت لضخامة مبالغها مدعاة للتنبيه على حجم الفساد الذي استشرى في العشرية الاخيرة.
مما لا جدال فيه أن هذه الصفقات التي كانت كل واحدة منها تأتي تباعا بعد الاخرى وفي معظم القطاعات جعلت البلد اقتصاديا في حالة يرثى لها… شعب فقير… ورئيس من اغنى رؤساء العالم براتب خيالي يتجاوز رواتب رؤساء بعض الدول الغنية…
تساءلت في نفسي عندما تابعت هذا التقرير… لوكان هذا الرئيس رئيسا لشعب غير الشعب الموريتاني وظهر هذا التقرير من أعلى هيئة تشريعية ما ذا سيكون رد الأحزاب وهيئات المجتمع المدني عليه في ذلك البلد ؟
لا شك أن البيانات الخجولة التي تصدر تارة من هذا الحزب وطورا من تلك المنظمة يجب ان نضع حولها علامة استفهام هل أن المجتمع وأعني الأحزاب السياسية مولاة ومعارضة لم يقنعها تقرير اللجنة مما جعلها تفضل الأنزواء بعيدا عن الحدث مطبقة “خطة النعامة” عندما يداهمها الخطر أم انها تنتظر اوامر من رأس النظام كما تعودت في الأنظمة السابقة بالتحرك.؟
إن الأمر الغائب عن أذهان من يسيرون الأحزاب السياسية التي يجب ان تكون رائدة في إنارة الرأي العام أن المرحلة مختلفة عن السابق ، فرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لن يصدر أوامره لأي حزب ولا هيئة بتنظيم تظاهرة أو القيام بالإحتجاجات للمطالبة بحق الشعب في استرجاع ممتلكاته المنهوبة بصفقة بعد صفقة بعد اخرى … في بلادنا توالت الصفقات ونهبت الثروات ..؟
اليوم وقد بلغ السيل الزبى فالمال المنهوب مال الشعب إن أبدى الرغبة في استرجاعه بحشد الراي العام المحلي والدولي فسيكون له ذلك … وإن اكتفى من الغنيمة بالإياب فالطريق أمامه سالك…