ومضة …/ هل أمر برم بليل…؟ / الشريف بونا
نواكشوط 16 اغسطس 2020 ( الهدهد. م.ص)
تحت هذا العنوان في يوم 21 نوفمبر 2019 كتبت ” ومضة ” صبيحة فجر الليلة التي حاول فيها الرئيس السابق بحركة بهلوانية زعزعة أمن واستقرار البلد بعد عودته من تركيا …
في ذلك الوقت الذي يستعد فيه البلد لتخليد ذكرى عيد الاستقلال في مدينة اكجوجت دعا الرئيس السابق أعضاء لجنة تسيير الحزب الحاكم إلى اجتماع عاجل ترأسه هو شخصيا بوصفه رئيسا للحزب دون أي استشارة من صديقه الذي سلمه مقاليد السلطة رئيسا منتخبا لموريتانيا .
ففي نهاية الإجتماع الذي تواصل إلى الهزيع الأخير من الليل تمت دعوة الصحافة الخصوصية لنقل بيان صادر عن الإجتماع أعطى فيه الرئيس المنتهية صلاحيته لقيادة الحزب والبلد توجيهاته للتحضير الجيد لعقد مؤتمر الحزب الذي يعتبر نفسه هو مرجعيته بدون منازع..
فاستغربت الأمر آنذاك وكتبت :
تحت عنوان ” هل أمر برم بليل؟” :
مرة أخرى “ما أشبه الليلة بالبارحة ” كنا نسمع أن هناك جماعة لا تعترف بشرعية نظام محمد ولد الشيخ الغزواني إلا إذا قبل بأن يكون “ظلا” لولد عبد العزيز وقد لمح بها بعضهم وصرح بها آخرون..
فالبارحة وكعادة الأنقلابيين عقدت ثلة قليلة من أعضاء لجنة تسيير الحزب التي شكلها محمد ولد عبد العزيز لحاجة في نفسه قبل” رحيله ” عن السلطة اجتماعا مغلقا برئاسته كرئيس للحزب الحاكم حسب ما جاء ضمنيا في البيان الصادر ٱثر الإجتماع.
صحيح أن من قرأ البيان تعرض إلى ذكر برنامج” تعهداتي ” الذي نال ثقة الشعب الموريتاني ربما لذر الرماد في الاعين ومحاولة منه لإظهار عكس ما هو مضمر، وتلك سنة اعتادها السياسيون( يقولون بألسنتهم ماليس في قلوبهم).
وقد اتضح الأمر جليا عندما قال ولد عبد العزيز على المغاضبين تأسيس حزب جديد.
ومن المعلوم أن من اعتبرهم مغاضبين أغلبية من الحزب تريد أن تكون مرجعيته الرئيس الذي زكى برنانجه الأنتخابي الشعب الموريتاني بأصواته يوم الأقتراع.
وإذا كان ولد عبد العزيز تعود منذ 2005 إزاحة الأنظمة المنتخبة بالأنقلابات العسكرية فقد يجرب هذه المرة حظه في الأنقلابات السياسية بخلق أزمة في بداية مأمورية صديقه الذي “للعهد عنده معنى” .
ومهما يكن فإن الخفافيش التي بدأت تخرج من جحورها محاولة بالدعاية المغرضة أن تضلل الرأي العام فلم ولن تحقق هدفها، وسيبقى الشعب متحدا خلف من بدأت بوادر إصلاحه للبلاد والعباد تلوح في الأفق في مايزيد بقليل على 100يوم من حكمه.
