وتر حساس …الاستقبال الباهت لشهر رمضان
( الهدهد م صص.). في حين استقبلت الشعوب الإسلامية في كل بقاع الأرض، من منغوليا للصين فتركيا إلى الأمريكيات الثلاثة إلى أوروبا فإفريقيا؛ استقبلت كل هذه الشعوب شهر رمضان المبارك، الزائر الخفيف الظل، بالفرح العارم الذي ترجمته الزغاريد وطلقات المدفعية والفوانيس المضاءة وبغير ذلك من وسائل التعبير المختلفة باختلاف العادات والتقاليد، كان الوجوم سيد الموقف في بلاد “التناقضات الكبرى” والتهكم المستساغ على غير الصائمين، وما أكثرهم، ممن ستظهر أمراضهم من البهق و آلام و جروح المعدة إلى وجع المفاصل الذي يتفاقم مع العطش حتى يقعد المصاب. كما استقبل بغياب مظاهر التعاطف والتعاون على مصاريفه، فبقي الأغنياء، المتخم أغلبهم بالمال العام وبالتبييض، في بروجهم العالية، وعامة الشعب يعد للشهر ما استطاع من العدة بالكفاح في حظائر الفتات. فباستثناء ما يكون في الشهر من تقسيم بعض الإسعافات من لدن مفوضية الأمن الغذائي، التي لا يسلم جلها من تكالب أهل المخزن عليها وزراء وأمناء عامين ومديرين ومسيرين ومحاسبين والذين أوصي بهم خيرا وحماية ومقاسمة، فلا مانع من الصعاب التي لا يخفف وطأها إلا ما في يتنزل في هذا الشهر العظيم من شفاء النفوس من الغل، ورضاها بطهر ما تعطى، ونجاتها من حرمة ما يؤخذ بغير حق من مال الدولة الذي ما كان إلا ليقسم بين مواطنيها بعدل وأنصاف.