ممرافعة وكيل الجمهورية في قضية قتل بشعة
انواكشوط 19 ابريل 2029 ( الهدهد .م .ص)
حصلت “شبكة المراقب” على أجمل مرافعة قدمتها النيابة العامة في قضية من قضايا الاجرام التي حدثت على التراب الموريتاني و من بينها ابشع واشنع عملية قتل غيلة نفذتها مجموعة سحرة من جنسية مالية ضد شيخ وقور العام 2010 ،وقد قدمها أمام المحكمة الجنائية وكيل الجمهورية في ولاية داخلة انواذيبو أنذاك وأحد خيرة قضاة موريتانيا القاضي /أحمد ولد اسلم (الصورة)الذي يشغل اليوم منصب نائب المدعي العام لدى لمحكمة العليا،
المرافعة الشيقة التي ستجعل القارئ الكريم وهو يشعر بأنه في الصورة تماما،تنشرها حصريا شبكة المراقب وفي حلاقات متتالية :
الحلقةالاولــــــــــــى:
بسم الله الرحمن الرحيم
الجمهورية الإسلامية الموريتانيةشرف – أخاء – عدملوزارة العدل
محكمة الولاية بانواكشوط
وكالة الجمهورية
محكمة الولاية بانواكشوط
وكالة الجمهورية
مرافعة وطلبات النيابة العامة في القضية رقم النيابة 236/10 و78/12
قال جل من قائل في حواره مع ملائكته عند بدء الخليفة : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ….} وقال جل من قائل : { مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا }.
السيد الرئيس، السادة أعضاء المحكمة الموقرة،
جئنا اليوم إلى محكمتكم نحمل إليكم طلبات المجتمع الذي منحنا شرف تمثيله لننشد الحق الذي يعيش في ضمائركم والعدل الذي سكن في نفوسكم وأقسمتم يمين القضاء عليه فيما تقولون وما تكتبون. في قضية من القضايا التي حظيت وما زالت تحظى باهتمام غير مسبوق من الرأي العام داخل مدينة انواذيبو وخارجها بسبب طبيعتها ومسرح أحداثها وصفة ومكانة المجني عليه فيها ومواقع المتهمين بارتكابها.
السيد الرئيس، السادة أعضاء المحكمة الموقرة،
لقد خلق الله الإنسان وكرمه على سائر المخلوقات واستخلفه على كوكب الأرض ليعمره بالطاعة والعبادة ونفخ فيه من روحه وجعلها سرا من أمره لا يعلمه إلا هو، فإذا حان أجله أمر سبحانه ملك الموت بفصلها عن الجسد وإعادتها إلى باريها ليقضي فيها أمرا كان مفعولا، فهو سبحانه من يملك القبض والبسط وإليه يرجع الأمر كله. لذلك حرم الله قتل النفس إلا بالحق وجعله جرما من أشد وأبشع الجرائم وذنبا من الكبائر الموبقة. لاسيما إذا اقترن بالسحر الذي هو كبيرة موبقة أيضا – الموبقات التي عن مسلم رويت، نعوذ بالله هذا البيت جامعها سحر وشرك وقتل والفرار ربي. مال اليتيم وقذف هو سابعها.
قال تعالى : {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما}، هذا في الآخرة وأما في الدنيا فجزاءه من جنس عمله وهو القتل. قال تعالى : {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس…….} وقال تعالى : {ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا…….}.
السيد الرئيس، السادة أعضاء المحكمة الموقرة،
قضيتنا اليوم هي قضية قتل مع سبق الإصرا ر والترصد عمدا عدوانا، قضية إزهاق نفس بشرية بدون وجه حق، قضية تمثيل وعبث بأشلاء شيخ مسالم ناهز الثمانين بعد حزها وتفصيلها مفصلا مفصلا بلا زيد ولا تطفيف، قضية قتل لا كالقتل العادي فحسب وإنما هو قتل مصحوب بالوحشية والآلام والتعذيب والتنكيل والتمثيل والذبح، قضية موت بلا رحمة ولا شفقة ولا مروءة ولا نخوة ولا رجولة، يجلل أصحابها الغدر والعار والذل والخيانة. قضية قتل يختلف المتهمون بها عن غيرهم من الجناة الذي ألفنا مثولهم أمام القضاء، فكل منهم تغيب عنه الأسباب والبواعث المعتادة لارتكاب مثل هذه الربوع الآمنة المطمئنة البعيدة عن وطنه وأسس لنفسه مشروعا يمكنه من العيش الكريم وأحدهم (يايا سيسى) اتخذ في هذه الربوع نسبا وصهرا، فلم تكن بينهم وبين المجني عليه أية ضغائن أو خصومات تبرر الثأر والانتقام إلى هذا الحد، وقديما قيل :
من يصنع المعروف في غير أهله
يلاقي مجير أو عامر
يلاقي مجير أو عامر
إنها قضية قتل غيلة ليس بدافع الثأر ولا بدافع الانتقام كما يوحي مسرح الجريمة لأن الشيخ الوقور المسالم –رحمه الله – لم يثير شحناء ولا ضغينة أحد طيلة حياته حسب إفادات جيرانه ومن رافقوه في العمل وفي مسيرة الدرب، بل بدافع الطمع والبحث عن الثراء ليس من ممتلكات الشيخ الذي لا يحوز في جيبه غير هاتف عتيق وقلم وكناش وإنما السعي وراء الخرافات والمعتقدات الفاسدة وتلبيسات الشعوذة والمشعوذين السحرة إخوان الشياطين الذين لم يرضوا بقربان أقل من روح المجني علي الطاهرة.
السيد الرئيس، السادة أعضاء المحكمة الموقرة،
في يوم الاثنين الموافق 26/07/2010 في حي الصيادين التقليديين عند حوالي الساعة العاشرة صباحا أثار فضول المارة ظهور أعضاء بشرية غير بعيد من مصب النفايات في الحي وبعد تفحصها ومعاينتها تم الاعتقاد للوهلة الأولى أنها لأحد الأموات جلبتها الكلاب من المقبرة لأنه ببساطة لم يكن أحد يتصور أنها من إنسان حي ولا أن أنسانا أحضرها بهذا الشكل.
وهذه الأعضاء هي :
العضد الأيمن
القدم اليسرى
القدم اليسرى
وبعد أخذها إلى المستشفى تم العثور في مصب النفايات على ثياب استحال لونها دما ومعها الساقان والفخذان وبدء الهلع يدب في المدينة خاصة بعد أن تناهى إلى الأسماع أن شيخنا ناهز الثمانين يدعى أحمد ولد أما لم يعد إلى أهله مساء اليوم السابق على غير عادته وازدادت الأمور تعقيدا عند حوالي الساعة الثانية عشر من نفس اليوم عندما اكتشفت أمام منزل بجوار ملتقى طرق حي صاله اليابسة أعضاء بشرية جديدة موزعة في حاويات ابلاستيكية.
الرأس مع الرقبة وكان الفم مغلقا بغراء ابلاستيكي
اليدان والساعدان
القدم الأيسر
العضد الأيسر
اليدان والساعدان
القدم الأيسر
العضد الأيسر
واتضح بما لا يدع مجالا للشك أن هذه الأعضاء من جثة المرحوم أحمد ولد أما الذي افتقده أهله نفس الليلة وتم الاحتفاظ بالأجزاء في انتظار العثور على الجذع وبعد بحث مكثف تم العثور عليه غرب السكة الحديدية، مما يلي الحدائق العامة يوم : 03/08/2010 عند الساعة الواحدة زوالا وبعد معاينة الطبيب تأكد أن الجذع مازال على حالته ما عدا العضو الذي يتضح أنه قطع حسب إفادة الطبيب.
السيد الرئيس، السادة أعضاء المحكمة الموقرة،
إن هذه هي واقعة قتل الغيلة التي حصلت على المجني عليه والتي هزت مدينة انواذيبو لمعرفة أهلها بسلوك وأخلاق المجني عليه وبدأ السؤال الكبير من قتل أحمد ولد أما ولما ذا؟ وبدأ اقتفاء آثاره في الأربع والعشرين ساعة السابقة على اكتشاف معالم من جسمه واتضح أن الضحية كانت لديه مشاكل تتعلق بالإيجار مع المتهمة يايا كوليبالي وصلت حد قطع الكهرباء والماء فضلا عن وضع حد لعقد الإيجار معها وكان كثيرا ما يظهر تخوفه منها ومن عصابتها لأهله وقد صرحت المتهمة يايا كوليبالي أن آخر مرة قابلت فيها الضحية كان يوم الأحد عند الساعة الرابعة يوم 25/07/2010 ساعات قبل تواريه عن الأنظار وبعد البحث والتحقيق الابتدائي في المسطرة رقم : 47/2010 تمت إحالة القضية أمام وكيل الجمهورية وأمر بإيداعهم في السجن بموجب المسطرة التكميلية رقم : 49/10 تم اتهام كل من :
يايا كوليبالي المولود سنة 1973 في مالي.
صيدو تانجا المولود سنة 1977 في مالي.
سونوكوجى المولود سنة 1964 في اتوكو
عثمان كيتا المولود سنة 1955 في مالي
صيدو تانجا المولود سنة 1977 في مالي.
سونوكوجى المولود سنة 1964 في اتوكو
عثمان كيتا المولود سنة 1955 في مالي
بعد أن صرحت المتهمة يايا كوليبالي أن زوجها السابق (المتهم في المسطرة صيدو تانجا سبق أن فاتحها في الرجوع إليها وأنه اتفق مع صديقه التوكولي سونوكوجو (المتهم في المسطرة على البحث عن العضو الجنسي لرجل أبيض مسن ما بين السبعين والثمانين (نصراني أو بيظاني) للذهاب به إلى ساحر في التوكو ليعمل لهما بذلك العضو سحرا يدر عليها مالا وفيرا وعمرا مديدا كما سألها عن المجني عليه وعن سلوكه في أخذ مستحقات الإيجار، كما لاحظ لها على كثرة تنقله راجلا في المدينة. وبعد أيام عاد لها وكرر الطلب وأخبرها أنه على وشك الذهاب إلى التوكو، وعند ما سألته هل وجد ضالته التي يبحث عنها تجاهل السؤال، حسب قولها. وكان ذلك يوم 22/07/2010 أي ثلاثة أيام قبل اغتيال المجني عليه وتمت إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية وعند عرضها أمرت المحكمة بفتح تحقيق تكميلي جديد في الملف بناء على طلبات النيابة العامة ومحامي الطرف المدني وقد كشفت الإنابة القضائية لأول وهلة عن وجود هاتف المجني عليه المرحوم أحمد ولد أما بيد شاب مالي يدعى سليمان سماكا كان يتردد يوما على يايا كوليبالي في السجن وقد قال الشاب إن يايا كوليبالي هي التي أعطته الهاتف المذكور.
وانفجرت يايا غضبا عليه وقالت له لقد قتلتني يا سليمان وأنكرت أن تكون هي التي أعطته الهاتف.
يتواصل