ومضة ../ ما أشبه الليلة بالبارحة…/ الشريف بونا
نواكشوط 15 ابريل 2020 ( الهدهد . م .ص)
من راجع صفحات تاريخ موريتانيا في ماضيها السحيق وحاضرها القريب يرى أن الصناعة التقليدية كانت القلب النابض بالاوكسجين في حياة شعبها حيث توفر له أدوات الإنتاج واسلحة الدفاع ومستلزمات تأثيث المنازل ووسائل التعليم الخ…
فقبل المدنية الحديثة وغزو منتجات المصانع الغربية للسوق الموريتاني كان الأعتماد في كل شيئ على الصناعة التقليدية ببراعة الممتهنين لها ومهاراتهم في الاقتراع الفريد في شكله ومضمونه حسب احتياجات البلد.
اليوم وقد بدأت الحرب بين دول العالم يشتد أوارها، ويزداد الطلب على سلاح الكمامات للتصدي لمواجهة” فيروس كورونا “, حيث قامت دول عديدة بالقرصنة واعتراض طائرات تحمل الكمامات وافراغ حمولتها بالقوة لتلبية حاجات سكانها.
لقد من الله علينا بقيام قطاع الثقافة ممثلا في ٱدارة الصناعة التقليدية بابتكار بديع في صناعة “الكمامات” المحلية لتلبية حاجة البلد من سلاح اجمع العالم على أنه فعال في مواجهة هذا الوباء .
فتلك لعمري إضافة نوعية لما حققته الصناعة التقليدية من الإنجازات العظيمة والمسجلة باحرف من ذهب في سجل تاريخها الحافل بالتميز عبر القرون الماضية .
فلا شك أن صانعة الكمامات وفي هذا الظرف الحرج من تاريخ البلد يبرز جليا أن الاهتمام الذي منحه وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان الدكتور سيدي محمد ولد قابر لهذه المكونة من مكونات القطاع الثلاثة لم يأت من فراغ وانما من أجل السعي إلى تحقيق اكتفاء ذاتي من المنتوج المحلي ..
فالمرحلة التي نشاهد العالم فيها اليوم من تسابق للحصول على الكمامات تذكرنا بماضي البلد وسد حاجاته من منتجات الصناعة التقليدية بالمثل القديم “ما أشبه الليلة بالبارحة” …!!