ومضة …/ حلم متقاعد …؟!!
نواكشوط ، 27 يناير 2020 ( الهدهد .م.ص)
بدأ “جعلول ” العمل الرسمي في الدولة في ريعان شبابه ، فكان رغم تواضع راتبه ملتزما بالحضور في أوقات دوام العمل لا يتغيب عنه إلا لأسباب خارجة عن إرادته …
فكان جعلول يحاور زملاءه وينتقد سلوكهم المنافي لأداء الواجب وتحمل الأمانة التي حملها كل واحد منهم عندما ابرم عقد اتفاق عمل مع المؤسسة التي تمنحه راتبا شهريا مقابل خدمات قل من يلتزم بالقيام بها .
لكن زملاءه في العمل كانوا ينظرون إلى التزامه في العمل بسخرية واستهزاء معتبرين ما يقوم به جهدا ضائعا ، وزراعة يحصد ثمارها غيره.
ولم يزل “جعلول”, طول فترة عمله ثابتا على موقفه من التفاني والاخلاص في العمل إلى أن أحيل إلى التقاعد.
فذهبت الحقوق التي كان من المفروض أن يكفلها له القانون ادراج الرياح لأن طلبه لتعويضها جاء في وقت كان فيه مزاج المدير لا يسمح بذلك .. والمزاج عندنا يخضع له القانون فضاعت إلى الأبد..
فتوجه صاحبنا ذات يوم إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بحثا عن مخصصات التقاعد فوجد مؤسسته كانت تماطل في دفع المبلغ التي تقتطعه من رواتب عمالها للصندوق، فقرر هذا الأخير غلق حسابها وأوقف التعامل معها .
عاد “جعلول” أدراجه خاوي الوفاض فوجد أسرته لا تتوفر على ما تسد به رمقها فأوى الى فراشه في حيرة وحسرة من أمره ، لكن غلب عليه النعاس فنام ليسمع مناديا ينادي” جعلول” ابشر قررت الحكومة عاجلا حل مشاكل المتقاعدين وسترفع نسبة المبالغ الزهيدة التي تمنح لهم ..
فاسيقظ من نومه يترنح في المنزل جيئة وذهابا هل ما سمعت حقيقة أم مجرد حلم نائم …؟؟
ويردد بيت الشاعر كعب بن زهير :
فلا يغرنك ما منت وما وعدت
ان الاماني والأحلام تضليل
الشريف بونا