مقلاها تكتب : هكذا اسلوب حياته…!!

 

نواكشوط 13 يناير  2020  ( الهدهد .م .ص)

يستيقظ يوميا في حدود السادسة صباحا.. يؤدي بعض التمارين الرياضية الخفيفة لمدة عشرين دقيقة تزيد او تنقص قليلا.. ثم يأخذ حماما قبل الذهاب لصلاة الفجر في مسجد الحي، والتي يشفعها بقراءة صفحة من المصحف الشريف وتلاوة اوراد الصباح…
في طريق العودة من المسجد للبيت يأخذ معه فطوره المعتاد، خبزا وعلبة لبن.. يأكل الخبز بزيت الزيتون ثم يحتسي بعد ذلك كاسا من الشاي بدون نعناع أعده على عجل، ويرتدي بدلته الرسمية ويمتطى سيارته الآفانسيس ذات الأعوام الثمانية على ذمته، موليا وجهه شطر مقر عمله في إحدى المؤسسات الصحية التابعة للقوات المسلحه…
يصل مكان العمل غالبا قبل تمام الثامنة ببضع دقائق.. وهي مدة كافية بالنسبة له لإلقاء نظرة سريعة على الأجندة المبرمجة مسبقا.. واستعمال علبة “الشايله” التي أخذها في طريق عودته من المسجد بعد صلاة الفجر…
…. بعد نهاية الدوام الرسمي يعود صاحبنا لبيته في حدود الرابعة والنصف، يأخذ قسطا من الراحة قبل الدخول في الجزء المسائي من برنامجه اليومي المرسوم بدقه…
في حدود الساعة السادسة يخرج صديقنا الطبيب من بيته ليمارس هوايتهة في القيام بجولة مسائية في سيارته على أنغام سدوم وديمي… تقوده أحيانا إلى كثيب في إحدى ضواحي العاصمة حيث يعد الشاي لجماعته التي لا تزيد على شخص واحد.. هو هو ذاته.. وطورا تنتهي به الرحلة في مضارب بعض الرعاة من باعة لبن النوق ليندمج معهم في أحاديث تأخذ من التغزل بحياة البداوة وذكر محاسن الإبل موضوعا لها.. وأحيانا أخرى يقضي الفترة المسائية ذارعا شوارع المدينة جيئة وذهابا دون وجهة محددة.. المهم فقط أن يكون الطريق خاليا من زحمة المرور التي تعكر مزاجه وتقطع عليه متعة الاستماع لموسيقاة الكلاسيكية…
في حدود الثامنة والنصف مساء يعود لبيته من رحلة الاستجمام وتغيير الجو تلك، ليأخذ وجبة عشاءه ويصلي فرضه ويقرأ بضع صفحات من أحد الكتب الموجودة في مكتبته المنزلية، قبل أن يخلد للنوم في حدود الساعة العاشرة، بعد أن تأكد من ضبط المنبه على الساعة السادسة إلا عشردقائق…
من طقوسه وعاداته المقدسة:
– لا يشاهد التلفاز على الإطلاق إلا إذا كان عن طريق الصدفه!
– لا يستخدم الهواتف الذكية ويكتفي عوضا عنها بهاتف عادي يحمل شريحة اقتناها منذ ظهور أول شركة اتصال عام 2000
– لا يناقش في السياسة والأمور العامة لأن الأولى -وفق فلسفته الخاصة- تعني السياسيين فقط، والثانية تعني الرئيس وأعضاء الحكومة، وهو -على حد تعبيره- ليس سياسيا ولارئيسا ولا عضوا في الحكومة، ولن يكون، وبالتالي يجب أن يريح نفسه مما لا يعنيه!
– لا صلة له بأي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي!
– لا يمكن أن ينخفض مؤشر البنزين في سيارته عن مستوى الثلاثة أرباع.
– لا يستخدم الأقراص المدمجة ولا بطاقة الذاكرة في مسجل سيارته العتيق، بل يكتفي بألبوم من الأشرطة القديمة لسدوم وديمي والخليفه لا غيرهم.
– يجد راحته التامة في الظهور ب “لوك” خمسينيات القرن الماضي: ” دراعه من الشكّه.. سروال اكشاط.. انعايل الصماره.. حولي من توبيت”
– لا يذكر في معرض حديثه مهما طال أي شخص بسوء أو بخير بل يبقى في حدود نفسه وتجاربه الحياتية بأسلوب حواري لبق ومسؤول..
– لا يمكن أن يقود سيارته سواه تحت أي ظرف !
من مميزاته الخاصة:
– يتقن اللغتين العربية والفرنسية(لغتة دراسته وتخصصه العلمي) ويتكلم الانجليزية بمستوى جيد.
– يملك ثقافة واسعة في مجالات التاريخ، والأدب العربي والفرنسي، والفلك، والسيرة النبوية…
– يمتلك ذاكرة قوية تخولة تذكر دروسه في المرحلةالثانوية كأن عهده بها الأمس، وكذا وجوه وأسماء أساتذته ومعلميه في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، بل وألوان ثياب بعضهم، ورقم سيارة الديشيفو الوحيدة التي كانت تُركن في ساحة الثانوية، والمملوكة لأستاذة اللغة الإنجليزية التي كانت تدرسه..!
– يبدو بمظهر الثلاثيني رغم عقوده عمره الست -حفظه الله- حيث يخلو شعر رأسه كليا من الشيب ووجه -تقريبا- من التجاعيد والنمش إلا النزر اليسير جدا…
ومع كل ما تقدم تراه باسما دوما، طلق الوجه متهلل الأسارير، كريما إلى أبعد حد.. تحس وأنت تجالسه أنك مع إنسان من نوع خاص جدا… وامام أسلوب حياة نادر ومختلف…

بقلم : مقلاها منت الليلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً