وكالة الاخبار تجري مقابلة مع الإمام الشافعي
نواكشوط 309
الأخبار (نواكشوط) ـ قال رجل الأعمال المصطفى ولد الإمام الشافعي إن عددا من الرؤساء الأفارقة أبلغوه بأن الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز دعاهم إلى مضايقته والابتعاد عنه.
وأوضح ولد الإمام الشافعي في مقابلة مع وكالة الأخبار، أن ولد عبد العزيز كان يطلب لقاء هؤلاء الرؤساء على عجل خلال القمم ليفاجأوا بأنه يدعوهم لمضايقة مواطنين موريتانيين في بلدانهم، بحسب تعبيره.
وعن مذكرة التوقيف التي صدرت بحقه قال ولد الإمام الشافعي إنه ظل يتنقل بين دول العالم في آسيا وإفريقيا وآمريكا وأوروبا “ومع ذلك لم يقلقنا أي نظام مهما كان لأنهم يعرفون أن المذكرة فارغة قانونيا وأنها مجرد شخصنة لخلاف ولا قيمة لها حتى من الناحية السياسية”.
وأضاف: “كل العالم يدرك أن تلك المذكرات عبارة عن تصفية حسابات سياسية بطريقة رخيصة ودنيئة يمارسها بأبشع صورة رجل متسلط لا يستحي من توظيف وسائل الدولة وسلطاتها في خلافات عادية مما يقع في جميع دول العالم”.
وهذا نص المقابلة:
الأخبار: لم يصدر منك أي موقف من الانتخابات الرئاسية التي جاءت بغزواني إلى السلطة قبل أشهر، على غير عادتك، وهو موقف يمكن تفسيره على أنه نوع من دعم غزواني، هل دعمته فعلا؟
ولد الإمام الشافعي: دعوني أولا أقدم أصدق التعازي لضحايا حادث نواذيبو أمس ولكل ضحايا الحوادث في موريتانيا، ثم لا بد من شكركم وشكر الصحافة الخاصة من خلالكم فأنتم تقومون بدور ريادي في خدمة الحقيقة وتنوير الرأي العام.
بالنسبة لموضوع الانتخابات فقد انتهى وأصبح وراء ظهورنا، ولا أجد فائدة في الحديث عن حدث طوي بما له وما عليه.ة
والمهم فيها كأي حدث انتخابي، هو مدى اقتناع الشارع السياسي بما ترتب عليها.
لقد انتخب الموريتانيون رئيسهم في أجواء شابها ما شابها بدون شك، لكن نتائجها في النهاية كانت مقبولة بشكل أو بآخر بالنسبة للجميع. والنتيجة هي انتخاب رئيس جديد للموريتانيين كلهم ويحظى بشرعية انتخابية.
ما نرجوه هو أن يوفق الرئيس الجديد في أداء مهامه على أحسن وجه، وأن يتمكن من بناء مشروعية تعتمد على أداء نوعي في مختلف المجالات التي تحتاج فعلا جديدا ونفسا جديدا يتجاوز بها مرحلة يجمع الجميع على سوئها.
الأخبار: الآن بعد تنصيب غزواني رئيسا للجمهورية، وبعد أن بدأ يضع بصماته على المشهد العام في البلد، كيف تصنف علاقتك به؛ حليف أم خصم؟
ولد الإمام الشافعي: روح الوفاق تسود الحالة الموريتانية اليوم. وهذه ميزة واضحة فقد استقبل الرئيس الكثير من قادة وصناع الرأي سياسيين في المعارضة والموالاة ومهنيين وتكنوقراط وغيرهم، بغض النظر عن تموقعهم في الساحة السياسية الحالية.
تجعلنا هذه الميزة مستبشرين ومنفتحين وراجين أن تكون بداية خير وطمأنينة لهذا الوطن.
أما علاقتي بالرئيس الحالي فلا تصنف في سياق العملية السياسية التي هي في بدايتها فالموقف لدي الآن يقوم على فسح المجال للرجل لتحقيق ما يريده منه جميع الموريتانيين الذين ينتظرون منه أداء جديدا يخرجهم من أحلك فترة في تاريخهم إلى فضاء الحريات والحكم الرشيد.
الأخبار: أصدر نظام الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز مذكرة توقيف بحقك، وأخرى بحق ولد بوعماتو، هل بدأت إجراءات إلغائها؟ وهل لديكم أي اتصال بشأنها مع السلطات في نواكشوط؟
ولد الإمام الشافعي: في البداية لا بد من التأكيد على أن جميع المتضررين من إجراءات عزيز وأنا منهم ليست لدينا مشكلة مع العدالة.
والغريب أن العديد من المواطنين في الداخل سجنوا مزاجًا وسرحوا مزاجًا في حرية مؤقتة لم تغلق ملفاتهم ومنهم شخصيات تقف في صفه. حقيقة ليست لدينا مشكلة قانونية
ولو كانت القضية قضية عدالة وقضاء ما ترددنا في مواجهتها بما هي أهله. يكفي أن تعرف مثلا أن تهم الإرهاب التي حاول إلصاقها بي تهمة لها سوقها عالميا ويمكن على أساسها رفع دعوى علي في أي مكان، فالنظام العالمي اليوم قائم على مواجهة “الإرهاب”.
كما يكفي أن تنتبهوا إلى أننا نعيش في الخارج في دول قانون ونتحرك من أميركا اللاتينية غربا إلى العديد من الدول الآسيوية مرورا بأفريقيا شمالا ووسطا وجنوبا وبأوروبا كلها ومع ذلك لم يقلقنا أي نظام مهما كان لأنهم يعرفون أن المذكرة فارغة قانونيا وأنها مجرد شخصنة لخلاف ولا قيمة لها حتى من الناحية السياسية بدليل أن هذه الدول لا تجد حرجا في استقبالنا على أعلى المستويات.
كل العالم يدرك أن تلك المذكرات عبارة عن تصفية حسابات سياسية بطريقة رخيصة ودنيئة يمارسها بأبشع صورة رجل متسلط لا يستحي من توظيف وسائل الدولة وسلطاتها في خلافات عادية مما يقع في جميع دول العالم.
هذه المذكرات ظلم، والظلم يجب أن يرفع، والمتوقع أن تتعامل معها السلطات الجديدة بهذه الروح فهي أول من يعلم أنه لا أساس قانونيا لما تم، وبالتالي فنحن ننتظر تلك الإجراءات دون تفضل ولا من ولا أذى وإذا كنا لم نرفع الصوت بذلك كما ينبغي فلإدراكنا أن لكل قرار وقته والواجب أن نمنح الفرصة للمعنيين لتصحيح الوضع بأنفسهم.
وبخصوص ما إذا كانت لدي اتصالات مع السلطات الجديدة في الموضوع أقول إن جميع الطيف السياسي الموريتاني أغناني عن ذلك فكل من التقى رئيس الجمهورية من سياسيين وإعلاميين وقادة رأي نبهوه على هذه القضية وعلى ضرورة أن تصفى أسوة بباقي القضايا التي شغل بها النظام السابق الرأي العام دون وجه حق. وككل من التقوا الرئيس وتحدثوا معه وكالرأي العام عامة نتوقع أن يتم الإجراء على الوجه المطلوب في أسرع وقت.
الأخبار: كيف تنظر إلى النزاع بين غزواني وعزيز؟ وأيهما أقرب إليك؟
ولد الإمام الشافعي: الواقع يقول إن كل من تعامل مع عزيز خسره بشكل كامل سواء من أقاربه أو أًصدقائه أو معارفه، وأولهم اعلي ولد محمد فال رحمة الله عليه وهو من صنع عزيز من لا شيء وكان وراءه في كل مراحل ما قبل الانقلاب على معاوية ولد الطايع، بل أكثر من ذلك كان محسن ولد الحاج وهو من أبرز داعمي عزيز أيام انقلابه والركن الأساسي في سلطته فأين انتهى به المطاف؟
والخلاصة هي أن عزيز حارب كل من يعرفهم وكل من عملوا معه وكل من احتكوا به أبعدهم وشردهم… لا صديق لعزيز ولا أخ ولا قريب فحياته قائمة على أنانية مفرطة وضيق بالآخر خاصة إذا كان ناجحا مع جمع للمال قل نظيره ومنع للخير قل مثاله.
إن عزيز هو من كفر بنعمة علاقته مع غزواني وتصرف اتجاهه تصرفا غير أنيق ومخالف لكل أعراف الصداقة والسلطة ولن أدخل في تفاصيل ذلك فكل الموريتانيين تابعوها وفيها فائدة واحدة وهي أنها كشفت عزيز ووفرت على الرئيس وفريقه معركة كانت ستطول ذيولها.
أما بالنسبة لأيهما أقرب إلي فيكفي أن أقول لك إنني من أول من رفضوا عزيز والتعامل معه ورد كل الوساطات التي حاولت جسر الهوة بيني وبينه فأحمد الله أني كنت مدركا لأول يوم لطبيعة الرجل وأن رفضي له كان على أساس مواقف لا دخل للمصالح فيها ولذا لا يستطيع التحدث بشيء غير ذلك لا هو ولا فريقه ولا من يعرفه.أ
ما عن المقارنة بينهما، فلعل أس المفارقة هو العلاقة بينهما أصلا، لأنهما يختلفان في كل شيء؛
- فالرئيس غزواني – والأشهر الماضية شاهدة – يقدر رموز البلد وقادته السياسيين، وعزيز يحتقر الرموز ويتعامل معهم بعقد لا حدود لها
- غزواني عف اللسان وفقا لكل من خالطه، ولم ينقل عنه أي قول يسيء لأي أحد، وعزيز بذيء اللسان لم ينج من بذاءاته حتى أقرب مقربيه.
- غزواني يقدر العلماء ويجلهم، وعزيز يحتقر العلماء ويسيء إليهم.
- غزواني يظهر اهتماما لإرادة الشعب، وتقديرا لمطالبه، وعزيز يحتقره، ويحتفي بإذلاله.
من بين الأمور الغريبة، التي حدثني بها عدد من الرؤساء الأفارقة ونقلت لي عن الرئيس الغيني ألفا كوندي أن ولد عبد العزيز خلال القمم يطلب لقاءهم على عجل، فيعتقدون أن طلب اللقاء لأمر جلل، وعند اللقاء يحدثهم عن موريتانيين يقيمون على أراضيهم، أو عني شخصيا، ويطلب منهم الابتعاد منهم أو مضايقتهم. تصور أن يتحول اهتمام رئيس إلى مطاردة مواطنيه، وأن يصل به درك الوقاحة لطلب التضييق عليهم في بلدان أخرى.
الأخبار: كيف كان شعورك وأنت تتابع المؤتمر الصحفي الأخير لعزيز خاصة عندما استخدم عبارات وردت في بيان ولد بوعماتو؟
ولد الإمام الشافعي: أعرف كثيرا من الرؤساء العرب والأفارقة معرفة شخصية وكثير منهم غادر السلطة طوعا أو كرها وآخرهم رئيس أنغولا دوس سانتوس الذي سلم السلطة ودخل في خلاف مع خلفه انتهى بسجن نجله ومع ذلك بقي ملتزما الصمت لا خوفا أو طمعا وإنما تقديرا لصورته التي يريد لأذهان مواطنيه أن يحتفظوا بها عنه فمقام الرئاسة يفرض سلوكا مصاحبا ولاحقا يلتزم به من وصل إلها جدارة واستحقاقا أو أداء ومصداقية وهو ما ينتفي بالمطلق في هذا الشخص الذي لم أجد في كل من عرفت من الرؤساء من يدانيه وقاحة وضحالة وتردي أداء وخروجا على أعراف اللياقة واللباقة في خرجته التي سميتموها مؤتمرا صحفيا.
الحقيقة أن هذا المؤتمر الصحفي كشف شخصية هذا الشخص التي بقيت هي هي دون تغيير، وهذا مما نحبه نحن ممن عارضه من أول يوم فلو تغيرت شخصيته لأمكن للآخرين لومنا على ما كان أما وقد ظهر لهم على حقيقته فقد قدروا لنا موقفنا الصلب والثابت في رفض التعاطي مع المعني جملة وتفصيلا.
الأخبار: ما رأيك في تحدي ولد عبد العزيز للرأي العام بخصوص ثروته؟
ولد الإمام الشافعي: رأيي أن هذا الشخص أحمق ويتحامق ومن دون حياء ويستغفل الناس حين يقول إنه ثري ولم يأخذ أوقية من المال العام.
فهو ليس رجل أعمال وليس وارثًا عن أبيه أو أمه، والمهمة التي كان يقوم بها تمنع عليه قانونيًا – وهو يدعي الدفاع عن القانون – جمع المال أو التربح، فهذا الشخص منذ استلم السلطة بطريقة خارجة على القانون والدستور والأعراف الجمهورية كان أول ما قام به تنفيذ استراتيجية تجميع المال وتحصيله بكافة الطرق التي لا تخطر على بال:
أولًا: بالعلاقة مع تجار المخدرات من أژواد وغينا بيساو وهم معروفون ويتحركون في سيارات فخمة بنواكشوط واشتروا العقارات وحازوا فاخر الممتلكات وما تسجيلات “أكرا” منا ببعيدة.
وجل المهتمين على اطلاع بوجود رجال ينشطون في تجارة المخدرات وتهريبها من شمال مالي، ومطلوبين دوليا، وكان مطاردين من أجهزة الأمن في المنطقة، قبل أن يتحولوا إلى محروسين من طرف نظام ولد عبد العزيز، ويستقبله مستشاروه ومقربوه في المطار دون علم الأجهزة الأمنية.
ثانيا: تحويل الفعل السياسي والسلطة العامة إلى أداة لصنع رجال أعمال يعملون في ظله وبأوامره ويمارسون التجارة ومختلف الأعمال لحسابه شخصيًا.
ثالثًا: احتكار منح جميع الصفقات العامة أو التراخيص الإدارية والمالية أو حتى قرارات العدالة أو مجرد اكتتاب في الوظائف العامة والتصرف في ذلك طبقا لما يعود عليه هو بالنفع المباشر.
رابعًا: بعد أخذ المال نقدًا من القذافي اتجه إلى كسب المال من الرؤساء والملوك الأجانب ببيع مواقف سياسية ليست في مصلحة موريتانيا بل تناقض كل سلوك سوي وكل خلق قويم وتضع البلاد في دائرة بيع المواقف التي لم يرجع فيها لأي شخص أو جهة داخل الدولة لأنه في اتخاذها ينطلق من ما تعود به عليه شخصيا لا على أي مصلحة عامة.
خامسا: هذا المحتال اعترف في المقابلة بأنه يرشي الوزراء برخص الصيد، فأي قانون يعطيه هذا الحق ويجعل لوزرائه المنتفعين حق الانتفاع بهذه الرخص في المال العام؟!
سادسا: لأول مرة في تاريخ الأمم يقوم رئيس دولة ببيع المدارس وملاعب الكرة والممتلكات العقارية للدولة ومن ثم يقوم بشرائها لحسابه الخاص بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
هذه خيانات كبرى وسوءات لا يمكن تغطيتها وأفعال لم يعرفها تاريخ السلط في أكثر المجتمعات تخلفًا.
ولعل أخطر ما قام به هو تحويل الدستور إلى ألعوبة من خلال تغييره عدة مرات دون أي مبررات وجيهة، ومما أذكره أن مندوبكم المحترم الهيبة الشيخ سيداتي، وكان رفقة الصحفي موسى ولد حامد قد أجريا مقابلة مشتركة معي بالتزامن مع التعديلات الدستورية، وقد طلعتهما على نتيجة استشارة قمت لأكبر خبير دستوري في ساحل العاج، وهو الدكتور افرانسي أودي، وقد من أبرز الخبراء الدستوريين الأفارقة، وقد أخضع الدستور الموريتاني لدراسة استمرت عدة أيام، وخرج منها بخلاصة وهي أن تعديل الدستور بعد رفض الشيوخ له غير شرعي، وأنه انقلاب على الدستور، كما يعرف كل الموريتانيين عدم شرعية ذلك الاستفتاء، بدءا من نسبة المشاركة، وانتهاء بنتائج التصويت.
إن شخصا يتلاعب بالدستور كيف شاء، ويلويها على هواه، يكون من السخرية بمكان حديثه عن احترام قوانين حزب أقيمت على غير أساس من أول يوم، كما أن من العبث اتهامه لرئيس منتخب بخرق الدستور.
هذا الشخص ابتلاء من الله عز وجل، فالابتلاءات متنوعة من تسونامي إلى الزلازل والبراكين والأعاصير ومن حقنا أن نصنف فيها هذا الشخص نوعًا جديدا.
الأخبار: ولد عبد العزيز الآن خارج السلطة، كيف تصف صراعك معه؟ أيكما انتصر؟
ولد الإمام الشافعي: هذا الشخص تسنم ذروة الدولة في لحظة سبات، فظهر حقده على المجتمع وسوء طويته تجاهه.
فموقفي منه لا أحتاج إلى أنه كان مبنيا على ممارسته للسلطة فقد استعمل جميع أدواتها ضدي بل حول وسائل الدولة وسلطاتها إلى عمل عصابات المافيا وأبناء الشوارع ممن فاتهم التعليم والتربية، لقد حاول خطفي عدة مرات في السنغال كما حاول سحقي معنويا واجتماعيا بسلوكيات انقلبت عليه وجعلت جميع الحادبين عليه يلومونه لكنه غير سوي ولا مستقيم حتى يستطيع تقييم أخطائه.
لقد كنا في لحظة اختطاف من خاطف جبان وغير متزن والحمد لله أن انتهت.
أما موقفي من هذا الشخص خارج السلطة فموقف الرأي العام الوطني ومواقفه عبرت عنها جميع القوى الحية وصناع الرأي ولا أزيد على ذلك.
الأخبار: نظمت في الآونة الأخيرة فعاليات تطالب بعودتك إلى البلد، هل هذا جزء من ترتيب بينك وبعض القوى السياسية؟ أو بينكم وبين النظام؟
ولد الإمام الشافعي: الوقفة التي قيم بها مطالبة بإلغاء ما يسمى بمذكرات التوقيف تمت بمبادرة ذاتية تماما من بعض من نظموها، والحقيقة أنني لم أبادر إلى الدعوة إليها ولا إلى تنظيمها، لا أنا ولا محمد بوعماتو، فهي تفاعل لجزء من الرأي العام مع قضية عامة ولا يخرج عن ذلك السياق مطلقا.
وأضيف أن أجواء الانفتاح التي سادت مع الحكم الجديد واستعداده للاستماع للجميع والتعاطي بإيجابية مع مختلف القضايا دفع هؤلاء للقيام بهذه المبادرة التي لم يكن لي دور فيها فلم أسع إليها ولم أوجهها.
الجميع يتوقع أن صفحة من العنجهية قد طويت، ويريد أن تكون الصفحة الجديدة خالية من دنس التسلط والقهر ومصادرة الحقوق والحريات.
الأخبار: تحدث بعض المدونين عن شرائكم منزلا في نواكشوط، هل يدخل ضمن استعداداتكم للعودة، ومتى تنوون العودة للبلاد؟
ولد الإمام الشافعي: موريتانيا وطني، وحق العودة إليها ليس مطروحا، فواجب السلطة أيا كانت توفير الظروف المناسبة لذلك، وحقي أحتفظ به ولا أتنازل عنه مهما كانت الظروف.
ومن تلك الحقوق التي أحتفظ بها شراء العقارات وبناء المنازل.
الأخبار: شاركت من الخارج في الحياة السياسية الموريتانية خاصة في العقود الأخيرة، هل تنوي ممارستها من الداخل؟
ولد الإمام الشافعي: فعلا السياسة مارستها بشرف واحترام وتقدير في الخارج. ممارسة السياسة في الداخل والخارج حق لكل فرد، وواجب على كل مواطن يأنس من نفسه القدرة على ذلك، ولا منة ولا تفضل لأحد عليه في ممارسة حقه وأداء واجبه.
صحيح أنني لم أمارس السياسة لآكل بها أو منها ولو أردت ذلك لمددت اليد لذلك البائس من أول يوم.
وصحيح أن لي أصدقاء وحلفاء أحرص عليهم ويحرصون علي وأقف معهم في كل اللحظات كما يقفون معي، لكن في حدود طاقة مواطن عادي لا يملك أكثر من رأي وخبرة.
موريتانيا عزيزة علي ومن حقها علي أن أؤدي لها ما استطعت وأن أقوم بكل ما يرفع من شأنها ويحقق لها تنمية ديمقراطية واقتصادية واجتماعية تنهي الحيف وتحقق العدل وتعلي من كرامتها وكرامة مواطنيها، ويحل مشكلات وحدتها الوطنية ويسمح لها بالاستفادة من ثرواتها وخيراتها العظيمة في أجواء من السكينة والطمأنينة.