ومضة …/ عمق الصداقة …!!


نواكشوط 29 نوفمبر2019 ( الهدهد .م .ص)

يحكى في سالف العصور وغابر الازمان ان رجلا اعطاه الله ولدا واحدا وذات يوم والإبن في ريعان شبابه جاء لوالده مع مجموعة من الاصدقاء … فطال ترددهم على المنزل معه فسأله على انفراد من هؤلاء فاحتار الشاب من سؤال ابيه وهو يعلم انهم اصدقاؤه لكن أدبا مع الوالد واحتراما له قال هم اصدقائ..
انقطع الحديث بينهما وذهب الشاب مع اصدقائه، لكن الوالد لم يطمئن على حال ابنه، فدعاه منفردا وقال له منذ نعومة اظافري الى اليوم لم اكتسب الا صديقا واحدا ونصف صديق .. وانت في مستقبل عمرك كسبت هذا الكم من الاصدقاء…
دعني امتحن عمق صداقة كل منا فوافق الشاب وكانت مادة الأمتحان المقدمة من الشيخ وهي:
وضع شيئ من القماش في صفة جنازة وعندما جاء بعض اصدقاء ابنه اخبرهم بأن صديقهم قتل ابن الملك فما رأيهم فلم ينبس واحد منهم بكلمة فغادروا المكان  مسرعين كل في وجهته فسمع الشاب المختبئ بأذنه وراى بعينه المشهد …
فاستدعى  الشيخ  نصف صديقه واخبره الخبر فقال له الامر بسيط فان كان يريد مالا فكل ما املك هين في تسوية مشكلة ابنك فأمره بالأنصراف.

ثم دعا صديقه الحقيقي وسرد عليه القصة فقال له لا تحزن على شيئ إن كان يريد المال فمالي لك وان كان يريد القصاص فابني فداء لإبنك..!!
فبعد المشهد خرج الإبن مدركا أن لعمق الصداقة بعدا في القلب لا حدود له ان كانت مبنية على الثقة خالية من الشوائب اما اذا لم تكن كذلك فعند اول امتحان يسقط احد الاصدقاء  في الدرك الاسفل ويبقى الاخر رافعا رأسه في السماء بقوة الوفاء للعهد وعمق الصداقة في النفس …
تذكرت هذه القصة ونحن نضع على المحك صداقة تبارى الكثير منا في الحديث عنها حتى ذهب بعضنا الى القول ان الكلام فيها يعتبر لعبا بالنار …فهل حقا هي كذلك… مجرد سؤال!!
الشريف بونا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً