رسالة مفتوحة الى محمد ولد عبد العزيز/ الحسين محنض
لا أحد يجادل في صداقتكم مع ولد الغزواني وأخوة كل منكما للآخر لكن إكراهات الواقع قد تأتي بما لم تتوقعاه ولا تقدران عليه أبدا.. ونتائج الانتخابات الأخيرة أظهرت أن الاصطفافات العرقية ماضية في التجذر وأنه علينا أن نختار بين دولة مواطنة مدنية جديدة تمارس ديمقراطية شفافة يقبل بها الجميع ودولة توترات عرقية قابلة للانفجار مع كل انتخابات.. كما أظهرت التحديات الجديدة للواقع الإقليمي والتقدم السياسي والاقتصادي والعسكري لدول الجوار أن تقهقر موريتانيا على مؤشر التنمية سيجعلها فريسة للأطماع الأجنبية، فإذا انضافت إلى هذا التحديات الداخلية التي يغذيها البؤس والفقر والبطالة وهروب رأس المال الداخلي واشتداد وطأة الضرائب وضعف المردودية المنتظر من الغاز بسبب ضغط النقص الحاد في البنية التحتية والارتفاع الحاد في الدين الخارجي فلا بد أن السنوات القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت.. وفي ظل هذه الأجواء أعتقد أن
تقاعدا مريحا خير لكم من قيادة حزب سياسي لن تتوفز له أبدا الظروف الملائمة بسبب كثرة إكراهات الواقع وتشعبها..
لقد قدتم عشرية ما يزال كثير من النقاشات يحتدم حولها سلبا وإيجابا، وقد سجل لكم البلد احترامكم للمأموريات الدستورية، ولا أعتقد إلا أن أفضل مسار لكم الآن هو التقاعد المريح على غرار كل الرؤساء السابقين للبلد، كما لا أعتقد أن رهانكم على حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي يتمتع كثير من أعضائه بمرونة كبيرة تسمح لهم بتغيير مواقفهم متى ما شاؤوا سيكون مفيدا