رأي: هل ما حدث استفزاز لمشاعر الموريتانيين؟
نواكشوط 21 نفمبر2019 ( الهدهد .م.ص)
لا خلاف على أن ترأس ولد عبد العزيز لإجتماع لجنة الحزب بدون صفة تخوله ذلك، وظهوره على شكل الفاعل الحقيقي، اعطى انطباعاً لدى البعض بأنه نوع من التعالي على رفيق دربه إن لم يكن استفزازا لمشاعر الموريتانيين بلا استثناء.
قد يكون ظهور ولد عبد العزيز بتلك الطريقة الهُلامية في وقت بدأت فيه ملامح انسجام سياسي بين المعارضة والسلطة ومباركة من المواطنين لخطوات إيجابية في التعليم والصحة و إعلان محاربة مزوري الادوية والمواد الغذائية، غير موفق بالمرة، خصوصا وأن ولد الغزواني ليس بحاجة الى جناح سياسي بعينه وهو الذي استقطب اغلب التيارات والتوجهات السياسية اياما فقط بعد خطاب ترشحه.
ومن المؤكد كذلك أن عتبة تزكية حكومة وزيره الاول اسماعيل ولد بدّه ولد الشيخ سيديا من طرف البرلمان قد تم تجاوزها، ما يمنحه العمل براحة اكبر على الاقل في مأموريته الأولى..
لكن ما الذي دفع ولد عبد العزيز الى إظهار قدرته على الحسم في مرجعية الحزب في بضع ساعات وهل كان يعني ما يقوله من أن حزب الاتحاد لا علاقة البتة بالسلطة القائمة؟!
من غير المستبعد أن يكون غزواني نفسه، هو من دفع بولد عبد العزيز إلى مستنقعات الحزب الآسنة، ربما لرأب الصدع ووقف الصراع المحتدم بين رموزه، أو لشغل فراغ رفيقه في معترك سياسي أشبه ما يكون بالفخ منه إلى المهمة العادية، ومن ثمّ التخلٌص من تركة ثقيلة ليس اقلها ملفات الفساد والصفقات المشبوهة التي اضعفت كاهل الدولة وادخلت الرئيس المنتخب في حسابات مقعدة.
قد يكون من الغباء أن نعتقد بأن ولد الشيخ الغزواني بتلك الليونة والتساهل لأن يترك الحبل على الغارب لرئيس سابق يرى فيه اغلب الموريتانيين الرجل الذي اغتصب سلطة بلدهم وبدّد اموالهم على مقربيه طيلة عشر سنوات، وبعد اشهر يعود بكامل جبروته ويقلب الأمور رأساً على عقب.