عقد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الليلة البارحة لقاء مع أطر مقاطعة النعمة، افتتحه بالتعبير عن خالص الشكر والامتنان لحرارة الاستقبال والحضور المكثف للمهرجان الشعبي.
وأشار فخامة رئيس الجمهورية إلى أن الهدف من اللقاء هو الاستماع إلى الحضور وتبادل وجهات النظر حول القضايا التي تهم المقاطعة.
وأضاف أن مقاطعة النعمة تعتبر أكبر مقاطعات الولاية وفيها طاقات بشرية نوعية وتتوفر على موارد طبيعية كبيرة، لكنها مع كل ذلك مازالت تواجه تحديات تنموية ينبغي أن نعمل جميعا على رفعها.
وعلى هذا الأساس، يضيف رئيس الجمهورية، أولتها الدولة اهتماما خاصا تجلى في تكليف الحكومة بترجمته على أرض الواقع من خلال الإنجازات التي تمت والتي يجري العمل فيها وتلك المبرمجة بإذن الله.
وأوضح فخامة رئيس الجمهورية أن البرنامج الذي أطلق اليوم والخاص بالتنمية وبالنفاذ للخدمات الأساسية سيمنح مقاطعة النعمة العديد من المرافق الضرورية، من ضمنها بناء 105 حجرات دراسية ما بين التعليم الأساسي والثانوي، وتوفير التغذية المدرسية بشكل منتظم ل 108 كفالات مدرسية في النعمة انتقل المستفيدون منها من 7461 فردا سنة 2019 إلى 9370 سنة 2025.
وفي مجال الصحة تم بناء ثلاث نقاط صحية في ثلاث قرى من المقاطعة منها اكريعات اجرك والمكسمه وحاسي اتيلة وتمت توسعة وإعادة تهيئة 3 نقاط صحية في لوديات وبيربافا كمثال، وتمت استفادة 1734 أسرة من التأمين الصحي الشامل، كما استفاد 735 طفلا بشكل منتظم من برنامج محاربة سوء التغذية لدى الأطفال.
ولفت فخامته إلى أنه فيما يخص النفاذ للمياه الصالحة للشرب تم حفر أكثر من 286 بئرا ارتوازية على مستوى الولاية، 53 منها في المقاطعة، كما تم إنجاز أكثر من 131 شبكة مياه جديدة 33 منها على مستوى المقاطعة، على سبيل المثال، في بوخزامه وبير جكناي وبنعمان والزريبة، وربط شبكات المياه الصالحة للشرب بقرى شلخت الناكة ودار السلام ومشروع الظهر.
وأشار صاحب الفخامة إلى أن سكان مقاطعة النعمة وبلدياتها سيستفيدون من مضاعفة إنتاج مشروع الظهر الذي ستبدأ فيه الأشغال خلال الأسابيع القليلة القادمة وهو ما سيحل مشكلة المياه.
وفي مجال الكهرباء تمت مضاعفة كمية الإنتاج من خلال توسيع الشبكة، كما تمت كهربة قرى كالصبيع وفرع الكتان وشوب 2 وآكوينيت واوريورة وادياده ولسيدبي، وتجدر الإشارة هنا إلى أن ضخ المياه وجلبها من الآبار كان يشكل عبئا على مصادر الكهرباء في النعمة وبالتالي فالمشروع الجديد سيوفر الطاقة لضخ الماء من عين المكان مما يخفف العبء على محطة كهرباء النعمة.
وفيما يخص الزراعة والتنمية الحيوانية تم تشييد 8 سدود وانجاز 9 سدود رملية واستصلاح مساحات لزراعة الخضروات، كما تم إنجاز محطتين مائيتين رعويتين وإعادة تأهيل مصنع الألبان وهو مشروع مهم ننتظر منه الكثير ويمكن أن يكون مشروعا نموذجيا.
وأشار فخامة رئيس الجمهورية إلى أهمية إنشاء مزرعة البهكة التي تم اطلاقها في زيارة عمل ماضية.
واستعرض فخامته حصيلة الإنجازات في مجالات الإسكان والعمران والطرق، موضحا في هذا السياق أنه تم إعداد وتنفيذ المخطط العمراني لمدينة النعمة، وفي مجال الطرق تم – ولأول مرة – بناء وإعادة تأهيل طريق الأمل وأصبح اليوم طريقا سالكا تماما من النعمة إلى نواكشوط، وهي المرة الأولى بعد إنشاء طريق الأمل التي يتم فيها تأهيل ما يصل إلى 700 كلم منها.
كما أن الأشغال جارية من أجل ربط النعمة بكافة المقاطعات، حيث نعمل على تسريع مشروع ربط النعمة بمقاطعة ولاته الذي تأخر بفعل الدراسة المتعثرة بسبب عدم اعتمادها المسار المناسب الذي يساهم في فك العزلة عن الساكنة على طول الطريق.
وفي إطار البرامج الاجتماعية استفادت 1681 أسرة من التحويلات النقدية المنتظمة وتم تأطير 5 تعاونيات إنتاجية ودعم 100 نشاط مدر للدخل، كذلك تم التموين المنتظم لـ74 حانوتا بزيادة الكميات من 3019 طن إلى 4528 طنا سنويا، وتم فتح بنوك حبوب لبيع مادة القمح بسعر مدعوم.
ولفت فخامته إلى أن ما تحقق حتى الآن لساكنة النعمة يمثل مرحلة مشجعة من مسار تنموي نطمح لتعزيزه وتطويره إلا أن طموحنا للمقاطعة يتجاوز بكثير ما تم إنجازه.

وأضاف فخامة رئيس الجمهورية قائلا “لقد أطلقنا اليوم من مدينة النعمة برنامج النفاذ للخدمات الأساسية الذي ستستفيد منه مقاطعة النعمة بشكل كبير، وهو الذي سأتطرق إليه الآن، ففي مجال التعليم يشمل بناء 262 حجرة دراسية، وفي مجال الصحة سيتم بناء 10 نقاط صحية، كما سيتم توفير سيارات للإسعاف وتعزيز الطاقم الطبي، واقتناء معدات طبية جديدة، وفي مجال المياه ستستفيد مقاطعة النعمة من 14 بئرا ارتوازية وسيتم تجهيز بئرين تنقصهما التجهيزات وسيتم توسعة 11 شبكة مياه وتأهيل المصدر التقليدي الذي كان يزود مدينة النعمة قديما بالمياه واستخدامه كاحتياط.
وفي مجال الكهرباء سيتم اقتناء مولد كهربائي بحجم 1250 كيلووات لصالح النعمة المدينة، وتوسيع شبكة الكهرباء ب63 كلم من الجهد المتوسط و47 كلم من الجهد المنخفض، وستتم كهربة 21 قرية ريفية مثل الصبيع وشوبة وأوريويرة وامريحيم 1 وامريحيم 2 وام اسدير 1 وام اسدير 2 والصفاء والمدروم وانول وادياده واهل سيد بي وآكوينيت.
وستفك العزلة عن اجريف بمقاطعة النعمة، وفي مجال الزراعة سيتم في المقاطعة بناء سدين زراعيين وبناء وترميم حواجز رملية وتوزيع 40 كلم من السياج واستصلاح مساحة لزراعة الخضروات.
وفي مجال التنمية الحيوانية سيتم بناء 13 حظيرة تلقيح حيوانات وتنفيذ حصة للمقاطعة من مشاريع زراعة الأعلاف.
وفي مجال تمكين الشباب سيتم تنفيذ حصة المقاطعة من برنامج تمويل المقاولات الصغيرة وتنفيذ حصتها من برنامج المنح المالية وحصتها من برامج التكوين والعمل التطوعي الموجه لتشغيل الشباب”.

وختم فخامته بالقول إن التحديات ستظل قائمة لكن في نفس الوقت تبقى المطالب مشروعة وتنتظر الاستجابة لها، ويتحتم علينا جميعا مواصلة العمل وتكثيف الجهود لضمان تحقيق تنمية شاملة في المقاطعة.
ومن أجل رفع هذه التحديات شكل لقاؤنا الليلة فرصة ثمينة لتبادل رؤانا والاستماع لكم ولآرائكم المستمدة من واقعكم اليومي من أجل صياغة تصور تنموي واقعي يستجيب لتطلعات سكان النعمة ويعزز مكانتها في خريطة التنمية الوطنية.
وتمحورت مداخلات بعض الحضور حول النقص الحاصل في بعض الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والماء والكهرباء والمخطط العمراني على مستوى بعض التجمعات والقرى في أنحاء المقاطعة.
وقد رد أعضاء الحكومة الحاضرون، كل حسب مجال تدخل قطاعه، على أسئلة واستشكالات المتدخلين، موضحين البرامج والسياسات المتبعة لتجاوز هذه العقبات سبيلا إلى تحسين ظروف المواطنين وتسهيل ولوجهم إلى كافة الخدمات الضرورية