رأي : ولد الطيب لا يفك الازرار من القفى / محمد فال ولد حرمه
نواكشوط 19 اكتوبر 2019 ( الهدهد .م. ص)
الخليل ولد الطيب، أحد المترعة كؤوسهم بالتجربة السياسية، وأصاحب السبح الطويل في التعامل مع الهزات الارتدادية للفعل السياسي المضطرب والانزياحي في بلاد التحول والتحويل؛ يصعب عليه أن يقف موقفا أو يطأ واديا إلا بعد التأكد من خلوه تماما من زواحف التبعية وعلل التحكم والمسايرة..؛ لكنه بالمقابل لن يرضى الارتاهن لآسن الفكر وتالد الانسجام.
،فهو على علو كعبه الراسخ في العمل السياسي، وقدرته الفائقة على سبر واستكناه بواطن الأمور يملك من المهارة في المناورة الشيء الكثير، وله من الكارزما وقوة الحضور ما يمنعه من محاولة فك الأزرار من القفى، وهي ميزة قد تفوت على البعض في الطرف الآخر..!
لذا أعتقد أن محاولة حشره في الزاوية أمر لا يمكن تفسيره إلا ببدائية البعض في التعاطي مع ماهو كائن على اعتبار عكسه، وعادة ما يتبع أصحاب هذا التصور بعض الإشارات الخاطئة والمضللة، وهي مسارات قد تكلفهم في الغالب خسارة الفارس والرهان معا؛ وتمنعهم في مستقبلهم من التكيف مع أرضية المضمار التي قد تعتريها بعض المنحدارات التكتيكية.. أو ربما أضيفت لها بعض الحواجز غير المرئية لاجبار الفرسان على تحويل وجهتهم، دون أن تكون لديهم القدرة ولا الوقت الكافي للتثبت من حقيقة ما يحدث على أرضية التسابق..!
صحيح أن هناك بعض الارباك في عموم المشهد، وفي أدق خصوصياته، لكن مرد ذلك لا يعود إلى مايتصوره البعض، أو يسعى لفرضه كواقع يفتقر لمثبتات قوية، ورافعات أشد تماسكا وصلابة لحمله من دائرة التوهم إلى موقع الفعل السالم.. وإنما لأن الحلبة نفسها تعج بمتسابقين خارج دائرة الضوء، وهو ما يفرض بعض الرية والآناة غير المعهودة والتي قد تعصف بأذهان ومواقف منهم أكثر عفوية واندفاعا..لكنها حتما لن تقف عائقا في وجه أصحاب المسيرة المغايرة أو الطرح الاستشرافي..