تعميم استخدام العربية في المراسلات… / ابراهيم سيداتي
من شدة إعجابي بتعميم معالي وزير الاقتصاد والمالية باعتماد اللغة العربية حصراً في المراسلات، أجدني أعود إلى الكتابة عنه مرة بعد أخرى — ولعلها لن تكون الأخيرة. فما يمثله هذا القرار يتجاوز لحظته الإدارية إلى لحظة تأسيسية تمس عمق الهوية وتعيد الاعتبار لأحد أوضح رموز السيادة: اللغة.
ولعل ما يدفعني إلى إعادة التأمل فيه هو الامتنان العميق، لا للقرار في ذاته فحسب، بل لما سيُحدثه من أثر إيجابي في وجدان الدولة، وفي تعزيز وحدة وطنية كانت، ولا تزال، بحاجة إلى هذا النوع من الإشارات القوية الواضحة.
وليس بعيدًا أن نستحضر في هذا السياق رسالة محمد عالي شريف التي رد بها، باسم الدولة الموريتانية، على حلم سنغور الشعري سنة1974 بضمّ الضفة اليمنى، مؤكدًا أن السيادة لا تُبنى على العاطفة ولا على القواسم الإثنية، بل على اللغة، والوثيقة، والذاكرة.
اليوم، تعود العربية إلى موقعها الطبيعي في صلب إدارة الدولة، لا لتقصي أحدًا، بل لتُعيد توحيد الجميع تحت سقف الانتماء المشترك.
ولذلك، يستحق هذا القرار أن يُحتفى به مرارًا… وأن يُكتب عنه ثالثة ورابعة، امتنانًا بما كان، وإيمانًا بما سيكون..
