مستشار وزير الثقافة: يشيد بدور المثقف في تعزيز السلم

-الهدهدم ص- أشاد مستشار وزير الثقافة السيد محمد محمود ابو المعالي في كلمة أفتتح بها
الندوة العلمية المنظمة بنواكشوط من طرف فرع اتحاد الأ كاديميين والمثقفين الدوليين في موريتانيا ، بدور المثقف في تعزيز السلم .
وهذا نص كلمة المستشار:
ايها الحضور الكريم :
” انكم معاشر المثقفين والأكاديميين أصحاب شوكة ناعمة، وترسانة معرفية، هي سلاح البناء واساس التعمير.
، فقد اتاكم الله بسطة في العلم، ووفرة في الفهم واستنارة في الذوق واستئثارا بملكة النقد وأدوات المعرفة تجعلكم قادرين -بهممكم – على السمو بالمجتمعات الى علياء التعايش السلمي، بعيدا عن سفوح التمايز ، وحضيض التناوش .. وتحويل الاختلاف والتمايز، من حواجز الفرقة وأسباب صراع ، الى أدوات ثراء واثراء، وقيم انسجام وتناسق وبناء .
إن حملكم معاشر المثقفين والأكاديميين لتنوء به المجتمعات من دونكم وتخفق في تلمس معالمه الأمم في ظل غياب دوركم ، لذلك لامندوحة أمام البشرية أن كتب لها التعايش السلمي ، وقدر لها الرقي والازدهار ، عن الاستضاءة بغلتكم الفكرية ، وبضاعتكم العلمية ، وهي بضاعة وإن بدت مزجاة لدى شعوب تخبطت في درك التخلف ولأنكفاء فقد كانت سراجا منيرا لكل الأمة أرادت تلمس جادة طريقها نحو الرقي والحضارة، على بينة من أمرها وهدى من مثقفيها .
أيها السادة والسيدات:
إننا وان اتفقنا على أنه ليس كل ناقد أو مترصد لمثالب قومه وعثارات أمته ، ولا كل واقف على ثنية التنكب بعيدا عن تفاصيل حياة الأمة اليومية استعلاء واستكبارا ، ليس بالضرورة مثقفا ولا أكاديميا ، فإنه لا جرم أن نقول إن من أولويات دور المثقف والاكادمي تمحيص المسار الصيروري للأمة وتنقية سياقاتها الحضرية من كل شائبة تعيق التلاحم والتآصر بين الناس على اختلاف السنتهم وألوانهم، وتنقل ادوات تفكيرهم من حقل ألغام اختلافاتهم البينية واختلافتهم التنوعية ، الى أسباب للتعايش وسبل للتعاضد، وزرع التسامح والأنفتاح، بدل بذر اشواك الفتنة والتهارج .
انكم حين اخترتم عنوان ندوتكم هذه ، وهو دور المثقفين في تعزيز السلم الاجتماعي فإنكم ترتقون بذلك مرتقى جليلا ، وترفعون عقيرتكم في وجه كل حملة معاول هدم بنيان المجتمع وتفتيت لحمته ،عسى أن توفقوا في مسعاكم ،ونعم المسعى، ذالكم الجهد الرامي إلى بناء المجتمع على قيم الإنسانية التي كرمها الله في كتابه الكريم، ووفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، المؤسس بأفضلية التقوى ، (وأن ليس للإنسان إلا ماسعى) “.