في مذبح الجوع شعر / محمد عبدالرازق أبو مصطفى *عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
*تـبـّـا ً لِأيـديـكـم خـنـازيـرَ العـربْ*
*وعليكم ُ اللـعنات ُ تنزِل ُ والغـضـَبْ*
*أين اختفيتـُم مثل جـُرذان الخلا*
*يا قادة َ الخـُذلان ِ يا تحت َ الـذّنـَبْ*
*يا قادة َ الخـِزي ِ اللعين ِ بلا مـَدى*
*لا تخجلون َ لـِصمـتـِكم ‘ يا للـعـَجبْ*
*كيـف انـقلبتم نِسوة ً ‘ يا ليـتكم*
*كنتم نـِساء ً تستحون َ منَ العـَتبْ*
*بعض ُ النساءِ خَجولة ٌمـِن فِعلِكم*
*صِرتم خـُواءً مثل فارِغة ِ العلــَبْ*
*ولـعـبتـم ُ الدّورَ المـُقـَزّز َ بالخـَنـا*
*حتى اكتسحتم كل َّ فوز ِ في اللعبْ*
*يا ليـتكـم كـنـتم بِـغـال َ مـَحامـِـل ٍ*
*كي تحمـل َ الأثقال َ لو طال َ التعبْ*
*يا ليتكم كنتم حميرا ً في الفـَلا*
*تلهو وترتـَعُ في السّهول ِ بلا سَغـَبّ*
*يا ليتكم كنتم كلاب َ حِراسـَـةٍ*
*لـِترُدَّ ذِئبـا ً كي يوَلـّـي بالهَربْ*
*يا ليتكم كنتم عـُجولا حَــظـيرةٍ*
*لِتُساقَ ذَبحاً وهي تـُسحَبُ في أدبْ*
*أفزعتمونا في العـُروبةِ وَيحـَكم*
*ودَفنتــُمُ الأمجادَ في كلّ الحـِقَبْ*
*حتـّى غـَدوتم للعروبة ِ داءَها*
*ومـُصابَها فأصَبْتـُموها بالعـَـطـَبْ*
*وكأنـّكم عِبئٌ ثقيل ٌ فوقـَها*
*فأهنتـُموها يا خنازيـرَ العـَرَبْ*
*أوصافـُكم ليست أصولُ عـُروبةٍ*
*ومِن المـُحالِ إلى العروبةِ تنتسـِبْ*
*أمـّا عقيدَتـُكم فلا ندري لها*
*نوعا ً ولا إسما ً ولا أين النـّسَبْ*
*لو كان فيكم شَعرة ٌ للـدّين ِما*
*غابت حِمايَتـُكم لِدَم ّ يَـنسَكـِبْ*
*لو تعرفونَ اللهَ إيمانا ً بهِ*
*لأصابـَكم بعضُ الحـَياءِ منَ الكـَذِبْ*
*لـو كان للإسلامِ فـيـكـُم ذَرّة ٌ*
*لم تترُكوا القدس الشريفةَ تـُغتصَبْ*
*بِعـتـم نفـوسَكمُ الخـبيـثـةَ لـِلـعِدا*
*وتركتم ُ الأطفال َ في مَرمى اللهبْ*
*ذُل ٌّ وصـمـت ٌ كـاسِـح ٌ وتـخـاذُل ٌ*
*والموتُ يـَلـتهـِمُ الجُـموعَ بلا سـَببْ*
*في مذبحِ الجوعِ الجحيمِ مَجازرٌ*
*والموتُ يحصُدُ في الجِياعِ ويَحتطِبْ*
*في مذبحِ الجوعِ المُمنهَجِ’ والـدّما*
*تـنـساحُ في صُـبحٍ رهيب ٍ يلـتهـِبْ*
*تـتـطـايـرُ الأشـلاءُ في أوجاعِـها*
*وصُراخُ أطفالٍ يَضِج ُّ ويـَنتحـِب ْ*
*في مـذبـحِ التجـويـعِ والقـتل الذي*
*يُدمي القلوبَ تمَزّقا ً فوقَ الـسُّحُبْ*
*والعالمُ الأعمى الأصَمُّ بِسكرَةٍ*
*ويُشارِكُ الجُرمَ الفظيعَ ويَرتكِبْ*
*ما كان للصّهيونِ يمتلِك ُ القـُوى*
*لكِنـّهُ الإذلالُ مع صـَمتِ العـَربْ*
*أنـتـم زعامات ٌ حـُـثـالـَة ُ أمـــَّـة ٍ*
*سقـَطت بِأحضانِ البَغايا والطـّرَبْ*
*سقطت بِمَزبَـلةِ الخـُضوعِ حَقارَةً*
*أقدامُ صَهيون ٍ تدوسُ وتغتصـِبْ*
*آلافُ أحـذِيـَةٍ تدوس ُ وجـوهـَكـم*
*يا طـُغمةَ الأوباشِ في شَـرّ النـّوَبْ*
*في مذبحِ التجويعِ يَـبقى شاهِدٌ*
*لِجـَهـنـّم ٍ أنتم وَقودٌ والحـَطـَبْ*
*يا مـعـشرَ العـلـماءِ أيـنَ غـِيابُـكـم*
*أوَ ما رأيتم أهل َ غـزّةَ في الكـُرَبْ*
*أوَ ما شبِعتم مِن فـَتاوى دورةٍ*
*شهريـّةٍ ‘ أو من نساءٍ تختضِبْ*
*فـتُحَـرّمـونَ تـُحَـلـّلونَ من الهوى*
*في زينةِ الحَسناءِ ترفـُلُ بالذّهَـبْ*
*أمـّـا دِمـاءُ الـمسلـمـين َ بـِـغـَــزّة ٍ*
*فـَمُحـَرّم ٌ فيها الفتاوى والخـُـطـَبْ*
*ومـُحــرّمٌ حتـّى الدّعاءُ لِأهلها*
*أينَ اختفيتـُم في دَهاليز ِ الكـُتـُبْ*
*أعميتـُمُ الأبصارَ والأسماعَ عن*
*صَرَخاتِ أطفال ٍ تضـِجُّ لها الشـّهـُبْ*
*يا أيـّها الأحرارُ في أوطانـِنـا*
*صِرتـُم نِساءً ترتدي سودَ الحـُجـُبْ*
*ماذا يـُحَرّك ُ أمـّة ً تـِعدادُها*
*مليارُ مع مليار َ ينظرُ يرتقـِبْ*
*فلتفرحوا بـِدمارِ غـَزّةَ وامرحوا*
*قـد جاءكم ما تـَبتغونَ مِنَ الطلـَبْ*
*فلتـَهنأوا ولتـَسعَـدوا بِدمارِها*
*يومَ القـِيامـَةِ تـُسألون َ عنِ السـّبَبْ*