تنوع. الثراء الثقافي مكسب ثمين لترسيخ دعائم وحدة المجتمعات…! / بقلم : خديجة ابراهيم
الثقافة هي الحجر الأساس الذي تعتمد عليه المنظومة والتركيبة الاجتماعية ، وهي المسؤول المباشر عن وجوده واستمراره و تماسكه، وهي الهوية الوطنية له ، ولها دور راسخ وثابت في توجيه وتقسيم أدواره وأنشطته المختلفة.
فالثقافة هي ذالك الخليط المترابط الناتج عن تقاليدنا وعاداتنا، وفنوننا وادبنا واخلاقنا دون استثناء للمعطيات الأخرى، كالمعرفة، والاداب، والأخلاق والوقائع المجتمعية التاريخية على تعددها وتنوعها.
تتميز الثقافة بشكل عام في كونها مكسب مادي ،وروحي ومعنوي ، تتوارثه الأجيال وراء الأخرى ، والدليل الحقيقى الذي يعكس السلوك المرفوض من المقبول،
وهي المعيار الكامن وراء تلاقح الأفكار وتناغمها، وتجانسها، مما يعطينا نتيجة حقيقية وجوهرية لمفهوم الهوية الوطنية،و معنى الترابط الاجتماعي.
الثقافة هي مفردات لمصطلح واحد يعكس حالة المجتمع بشكل عام ،وهي المرجع الذي لا يستهان به مطلقاً، نستلهم منه التاريخ والتراث وقوة ،
الشعب وماقدمه عبر قرونه الماضية من منجزات ايا كانت .
علينا كأمة إسلامية تعي أهمية الموضوع ودلالته وجديته أن ندعم مجال الثقافة بقوة وبجميع الطرق المادية والمعنوية، وان نحرص على خصائصها السامية فهي ترجمة لقدرة هذا الشعب وطاقته ومعالمه وتاريخه بل مجتمع إنساني بأكمله، وهي وثيقة الصلة بالسياسة وابعادها المختلفة وتربط ما بين الفرد وأصله وجذوره التاريخية ناهيك عن الروحية بينه ووطنه.
أما الدين فهو حقيقة أخلاقنا و موحد قلوبنا رغم اختلافنا وخلافاتنا ، وهو الميزة التنافسية الحقيقية لثبات مجتمع ما على فضائله العقائدية والفكرية.
الدين هو الأداة القوية التي نعتمدها في إيقاظ ضمائرنا وتنبيه أرواحنا فبضعفه تختلف هندستنا الإجتماعية والسياسية والاقتصادية المختلفة ، فهو
المطلق الذي تستمر به الدولة و هو نجاحها فى مايعرف بالإصلاحات السياسية والمجتمعية.
أهمية الدين في تهذيب وترقية المجتمع تفرض علينا مسألة منحه المساحة المستحقة و ندعمه ونرعاه من تلك الفارغة الجوفاء لنستكشف جواهره و قيمته وطبيعته لضمان كسب كل الرهانات والتحديات والمحاولات التي تغازل المنظومة الاجتماعية باستمرار.
الدين هو سلامة العقل والروح ونقائها وله الدور المحوري في خلاصها من شوائب الشك والدرن، وهو المساعد الأكبر في تعديل وتحمل المظالم البشرية المتنوعة.
إذن لا يوجد مثل الدين في القدرة على المؤاخاة ،وزرع السلام بين الأنفس فهو يدعوا في أصله للحضارة والتعمير ، غير أنه قادر أيضا على التدمير والخراب لكونه المباشر في التماسك الاجتماعي وتشكيل قاعدته بمعانيه وتعبيره وربطه بالسلف ومقدساته وشعائره.
علينا أن ندرك أبعاد القوة للدين وما ننشده من إصلاح من خلاله، فكثيراً مازلت أقدام أمم إلى الحضيض من وراءه، فهو الرافعة لمنزلة تجلها القلوب ،وتهابها العيون وتجعلها في مأمن من تداعى الركن، والدليل على حفظ المصالح ودرء المفاسد، وهو الذي يسير بنا على الطريق المستقيم.
بقلم خديجة إبراهيم