ابو المعالي : يكتب عن خطاب المترشح غزواني في نواذيبو
كان خطاب الرئيس المرشح “محمد الشيخ الغزواني” الأخير في مدينة نواذيبو توطيدا وتجذيرا سياسيا حصيفا ولبقا لحالة التهدئة السياسية التي اتسم بها حكمه خلال الخمسية المنصرمة، وهي تهدئة أثبتت خوالي الأيام والأحداث أنها كانت غرسة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تُأتي أكلها طمأنينة وسكينة، بعيدا عن التراشق الكلامي والتصعيد الخطابي، الذي قادنا قبل فترة إلى أزمة سياسية حادة سلمنا الله بفضله بوائقها، وقاد غيرنا من الجار ذي القربي والجار الجنب إلى أزمات فخلافات فنزاعات فاضطرابات.. ثم إلى عبور نحو المجهول الدامس والمصير القاتم.
فقد اتسم حديثه برؤية سياسية رفع بها منافسيه من المترشحين ومناوئيه من السياسيين، عن حضيض النزعة إلى العنف وسفوح الفوضى الفتاكة، وذلك تعليقا على أعمال الشغب التي تعرض لها مهرجان الشباب الداعم له في المدينة، فكانت رسالة الخطاب جلية المضامين، مفادها أننا سنخوض هذه الانتخابات كما خضنا معكم حملتها، وعبرنا سابقة مأموريتنا الأولى، بخطاب يسمو على التخوين والتأثيم، ويبتعد عن التنابز بالاتهامات، بل عمد الرجل إلى الصدع بتصور سياسي مناطه أن الشراكة في الوطن هي الأساس والمرجع الأوحد في قادم الممارسة السياسية كما كان في سابقها، وكان وعده الصريح بأن يكون أول من يضع اليد في يد من يختاره الشعب في انتخابات السبت القادم، رسالة أخرى، أن منطق الديمقراطية ونواميسها التي اخترنا تحكيمها فينا، هي الفصل والفيصل بيننا، ونحن بها راضون وبنتائجها ملتزمون، فهل أنتم بها راضون وبنتائجها ملتزمون؟.
والحقيقة أن الرئيس ولد الشيخ الغزواني وأد بهذا الخطاب بذور أزمة سياسية أريد لها أن تكون نهاية لهذه المرحلة ومُفتتحا للمأمورية القادمة، وشرع كثيرون في النفخ في كيرها، من جهات شتى ومشارب مختلفة.
فأعرض صفحا ـ رغم كل المغريات السياسية والدعائية والشعبوية ـ عن توجيه أصابع الاتهام لأية جهة، تصريحا أو تلميحا، بشأن أحداث نواذيبو، دون أن يُغفل الحديث بصرامة عن ملاقاة مرتكبي تلك الأفعال ما يستحقون، وهو ترفع أراد له أن يقود قاطرة الفعل السياسي في هذا البلد خلال الفترتين الحالية والقامة، وأن يبقى النزال على أرضية تنبو فوق مستوى تبادل الاتهام وخطب التجريح والتشهير.
فنحن شركاء في الوطن لا خصماء . “محمد محمود أبو المعالي”.