جهابذة من العلماء رحلوا… من يسد الفراغ ؟
إن ذهاب رموز مدرسة الإمداد والإرشاد والجهاد، أعلام البلد وقادة الفكر وعلماء السنة تباعاً؛ مثل الشيخ العلامة حمدا ولد التاه نضر الله وجهه في الجنة، والعابد الزاهد الحاج ولد فحفو، والإمام القدوة بداه ولد البصيري، وقاضي القضاة العلامة محمد سالم ولد عدود، والقاضى المبرز محفوظ ولد لمرابط،
وشيخ الدعاة عبد العزيز سي، يعتبر مؤذنا برحيل جيل من النُّبَغَاء والصالحين، نشروا علما غزيرا وتركوا بصمات خالدة. وهذا الرحيل الذي لا مَرَدّ له يتطلب منا البحث عن سد الفراغ الكبير، الذي يخلفه ذهاب هذا الجيل من العلماء الأفذاذ، الذي هو امتداد ومَدَدٌ لسلسلة من الكيّسين غادرونا إلى دار الخلود؛ وهذا الفراغ هو فراغ المشروعية والمرجعية والثقة والإخلاص والصدق. فهل يمكن أن نقبل أن تأفل هذه المترادفات الخمس، في وقت تزهو فيه الشرائحية و القبلية و الحزبية والأنظمة والقطبية؟!
من الجليِّ وغير الخفيّ أن مدرسة الإمداد والإرشاد والجهاد والدعوة بالتي هي أحسن، مدرسة الخلق العظيم، مدرسة هؤلاء العلماء، قد أزلفَتْ إلينا رئيساً للجمهورية، ذا أنَفَة وأخلاق وقوة وحكمة، في وقت نرى أن السابقين الأولين والمهاجرين والأنصار من هذه المدرسة الخالدة يرحلون منذ ثلاثة عقود، ويتركون خلفهم خلفاً أضاعوا صلواتهم، وزهدوا في عمارة المآذن والمحاظر، الذين طالما عمرهم هؤلاء الخالدون طرفا النهار وزلفا من الليل.
أخشى ما أخشاه على الجمهورية الإسلامية الموريتانية
أن يموت العلماء والدعاة والمحسنون، ويعيش الغلاة والغزاة و المستهزئون والعنصريون، ومن ينشر خطابات الكراهية، وتجّار ممّن يجمعون ما لا يأكلون، ويبنون ما لا يسكنون، ويقولون ما لا يفعلون،
ويأملون ما لا يدركون، وترى المؤثرين لا يقرأون الأحداث من حولهم، ولا يعتبرون بما حاق بمن قبلهم.
ربِّ سلّم.. رب سلم… ربّ سلم!
محمد الشيخ ولد سيد محمد
أستاذ وكاتب صحفي .