الشهيد محمود فارس.. رائد صناعة الطائرات المسيرة في كتائب القسام
مهندس فلسطيني من مدينة غزة، ولد عام 1983، انتسب عام 2007 إلى كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكان من المهندسين الرئيسين الذين صنعوا طائرات بدون طيار. صنع الهيكل الأول لـ”طائرة أبابيل” وصمم طائرتي “الزواري” و”شهاب“. وأطلقت عليه الكتائب لقب “فارس السماء”. اغتالته إسرائيل خلال معركة “سيف القدس” عام 2021.
المولد والنشأة
ولد محمود محمد فارس يوم 10 يونيو/حزيران 1983 في فلسطين بخان يونس جنوب قطاع غزة لأسرة متواضعة ربت أبناءها على حب الله والتضحية في سبيل تحرير الوطن.
الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الأولي في مدينة غزة، وبعد الثانوية العامة حصل على منحة دراسية بداية الانتفاضة الثانية إلى سوريا، وهناك درس هندسة الميكانيك في اللاذقية، وحصل على الرتبة الأولى في تخصصه.
وكان من أبرز قيادات العمل الطلابي الفلسطيني في سوريا، وبعد تخرجه التحق بكتائب القسام وتلقى دورات تدريبية في صناعة الطائرات المسيرة في عدة دول عربية.
مسار المقاومة
التحق فارس بحركة “حماس” وهو طالب بجامعة اللاذقية في سوريا، وكان له حضور متميزٌ في الشأن الطلابي الفلسطيني.
وعام 2005 أطلقت دائرة العمل العسكري لحماس بالخارج مشروع تصنيع الطائرات من دون طيار، وبدأت في حشد العقول القادرة على تحقيق الحلم، فكان المهندس فارس أبرز العقول التي آمنت بالمشروع ومنحته وقتها وجهدها.
فبعد تخرجه التحق بكتائب القسام، وتلقى دورات تدريبية في صناعة الطائرات دون طيار في عدة دول عربية، وتدرب على يد الشهيد المهندس محمد الزواري الذي كان مسؤولا عن وحدة تطوير وتصنيع الطائرات من دون طيار، إضافة إلى الشهيد جمعة الطحلة.
وعاد إلى غزة عام 2010 ناقلا ما راكم من تجارب وخبرات خدمة لمشروع تصنيع وتطوير المسيرات، واستلم جهود تطوير المسيرات بعد معركة “حجارة السجيل” عام 2012، وواصل عمله في المشروع إلى أن أثمر إطلاق طائرة “أبابيل” التي استخدمتها كتائب القسام لأول مرة في معركة “العصف المأكول” عام 2014، وفاجأت الاحتلال واستخباراته.
كما طوّر فارس طائرتي “شهاب” و”الزواري” إضافة إلى محركات الصواريخ. وعمل على تطوير التصنيع الحربي لدى القسام، وتمكن من وضع بصمته على كل مسيرة تحلق في سماء الاحتلال، إضافة إلى التدريب ونقل الخبرات لعناصر وحدة التصنيع العسكري في كتائب القسام.
الاستشهاد
استهدف الطيران العسكري الإسرائيلي إحدى ورش التصنيع بمعركة “العصف المأكول” محاولا اغتيال فارس، لكنه نجا من تلك المحاولة، كما استهدف منزله في خان يونس ونجا للمرة الثانية، إلى أن تمكن الاحتلال من اغتياله يوم 12مايو/أيار 2021 في معركة “سيف القدس” رفقة القائد جمعة الطحلة.