ومضة …/ 16 مارس يوم اطلاق الرصاص الحي في نواكشوط
في مثل هذا اليوم 16 مارس 1981 قادت مجموعة من الضباط والجنود الموريتانيين بقيادة الضابط الشجاع عبد القادر الملقب ” كادير” محاولة انقلاب لم يكتب لها النجاح رغم التخطيط المحكم الذي مكن من دخول القصر الرئاسي والسيطرة على الاذاعة واقتحام قائد الانقلاب قيادة الجيش، حيث دخل مكتب قائد الجيش آنذاك معاوية ولد سيد احمد الطايع الذي قفز من النافذة ليتم بعد ذلك اطلاق وابل من الدخان الخانق على عبد القادر داخل الغرفة فتم إخراجه منها مغميا عليه .
اما الضابطان احمد سالم ولد سيدي واينغ مصطفي توجها الى الاذاعة لكن الفريق المتواجد في الاذاعة بقيادة الاعلامي عبد الله ولد محمدو تحايل عليهما بخلق بعض الأعذار في عدم التمكن من اذاعة البيان حتى التحقت بهما وحدة من الجيش وألقت القبض عليهما بدون مقاومة لأن احمد سالم ولد سيدي رفض اطلاق النار على طاقم
الإذاعة كما رفض مواجهة الوحدة بإطلاق الرصاص لأن وازعه الديني والأخلاقي ذكره بقوله تعالي (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ).
ولئن كانت الأحداث في القصر الرئاسي تسببت في وفاة رجل فاعل اجتماعي له وزن كبير والد رئيس اتحاد العمال الموريتانيين آنذاك الكوري ولد أحميت الذي كان في القصر الرئاسي للقاء الرئيس محمد خونا ولد هيدالة الذي غادر انواكشوط ليلة 16 مارس في طائرة صغيرة الى مدينة ازويرات بعد أن تلقى معلومات ان المجموعة غادرت المغرب ولم يتمكن من تحديد وجهتها و قد تم اطلاق النار على الدركي بوكفه الذي رفض دخول المجموعة المسلحة القصر كما تم اطلاق النار على سيارة صغيرة كان يقودها مدير الشرطة اند حبيب رفقة مفوض الشرطة القطب الذي أصيب اصابة اقعدته مدى الحياة.
ان هذه المجموعة العسكرية قامت بمحاولة الانقلاب بتمويل من رجل الاعمال حابه ولد محمد فال اطال الله في عمره الذي ظلمه هيداله وصادر أمواله وبتاطير من جناح الكادحين الذي رفض التعامل مع نظام هيداله الموالي لجبهة البوليزاريو.
وهنا لابد من التذكير بالعقل المدبر و صاحب المهام الصعبة المرحوم محمد محمود ولد محمد فال الملقب “احميمد” الذي تولى تجهيز وسباغة السيارات بالوان سيارات الجيش الموريتاني مما سهل على الجماعة دخول العاصمة دون ابسط عرقلة بعد أن هيأ لها الظروف لإجتياز النهر . .
وقد حكمت المحكمة العسكرية برئاسة العقيد الشيخ ولد بيده بالإعدام حضوريا على عبد القادر ” كدير”واحمد سالم ولد سيد ي وانيغ كما حكمت غيابيا على حابه ولد محمد فال و المصطفى ولد اعبيد الرحمن واحميمد ولد محمد فال وبالسجن على الجنود وبعض المدنيين المشاركين في الانقلاب ..
ونشير الى ان” كادير” الذي كان وزيرا في حكومة هيداله قاد فريق التحقيق في حادث طائرة المرحوم احمد ولد بوسيف بدكار وعاد بنتائج يقال انها تؤكد بتدبير العملية فقرر مغادرة البلد سرا الى المغرب كما فعل زميله احمد سالم ولد سيدي الذي ترك سيارته على ضفاف النهر وتوجه الى السينغال ليلتحق بكادير وحابه في المغرب وعندها تم تكوين فريق الكوماندوز للإطاحة بنظام هيداله
الذي تمثلت ردة فعله بعد ذلك في اعتقال البعثيين ثم الناصريين …