سينجلي ليل الواهمين..!/ بقلم الولي سيدي هيبه
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي
بالتصويت للمترشح محمد الشيخ الغزواني ونجاحه المستحق من الشوط الأول أظهر الموريتانيون تطلعهم الشديد إلى حلول عهد جديد من الحكامة الرشيدة حيث يأخذ العدل المضروب في الصميم مجراه الصحيح وتتضوع كل أرجاء البلاد روائح أنفاسه الزكية.
نعم هي معاناة صامتة دفعت ثمنها الباهظ غالبيةُ شعب عرفت الغبن والتهميش والاقصاء والإفقار ورأت عاجزة خيرات بلادها الوفيرة بأيدي “قلة” عابثة:
– تسلبها سلبا،
– وتنهبها نهبا،
– وتعيث فيها فسادا،
بسوء التسيير المتعمد واقتسامها وعقارها نهارا جهارا وعبر الصفقات الكرنفالية العامة بين مجموعات قليلة حولتها بعيدا عن منطق التحويل والتصنيع والتجميع والمرتنة إلى:
– أسواق ساذجة وباذخة للكماليات،
– ومسارح مفضوحة للتباهي الجاهلي،
– وبورصات صاخبة بأصوات محركات السيارات العالمية الفارهة لطرق لا تقوى عليها، يديرها صبية لم يبلغوا الحلم ونساء لم يبلغن سن الرشد وشيوخ متصابون، فتحت لهم موانئ الشطوط وأشرعت أبواب البر.
نعم واقع كرس ظلما مريرا وصامتا هو الآخر تجلى في عديد المظاهر وتقمص مختلف الأوجه المقيتة التي ليس أقلها:
• قهر الإدارة من خلال تهميش سدنتها من الموظفين المتمرسين أصحاب الكفاءات التراكمية وأهل الدراية عن كثب بالملفات في أدق تفاصيلها وتسلسل مجرياتها تشكلا ومسارا وقدرة واستشرافا منطقيا، ثم إغراقها ـ من خلال التعيينات المجاملة والمحاصصية المدمرة ـ بأمواج من عديمي التخصص والتجربة والتراكم واللغة الإدارية التي لا مدرسة لها من خارج فصولها العملية،
• إعادة تدوير المفسدين الذين يثبت تورطهم في عمليات فساد كبيرة ونهب بالأدلة، ومن دون محاسبة أو محاكمة أو دفع إلى رد ما سطوا واستولوا عليه من المال العام يتم تعيينهم بعد حين في وظائف وعلى رأس مناصب أخرى ليعيدوا الكرة آمنين من العقاب ومطمئنين،
وإن هؤلاء وأشباههم من الذين كل سعيهم محصورا في مدارك الفساد، هم الذين يروجون بلا كلل استمرار هذا النهج متغافلين عن كون حبله سينقطع قريبا ودعائمه ستنهار وقد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانكسار والضعف والتلاشي.
وإنهم وهم، واهمون، في سكرهم عن جدية المنعرج ودقته يعمهون ولا يفتؤون يُروجون ثباته في واقع التحول الذي فرضه الدستور وإرادة الشعب، ويحلفون على ذلك غير مبالين بأن التحول عميق والمنعطف جديد والتعهدات على قدر رغبة الشعب في انجلاء ليل الفساد ومشاهدة بزوغ شمس يوم جديد.
ولأنه للعهد عند صاحبه معنى ـ ولن يخلفه – وذاك بيت قصيد التحول القادم ومربط فرس الحكامة العادلة المنتظرة وملتقى الآمال العريضة في:
– إصلاح التعليم بإحياء مدرسة الجمهورية التي لا تفرق بين أبنائها في الزي والمنهج،
– استرجاع هيبة الدولة ومصداقيتها من أيدي الجماعات الضيقة وكسر حلقات أقطاب النفوذ تحت كل المسميات والصفات، ومحاسبة المتلاعبين بها،
– توجيه مقدرات البلد ومداخيلها من المعادن والسمك والزراعة إلى خزينة الدولة لتوجيهها إلى التنمية الشاملة عبر مخطط مدروس وبرنامج تسييري محكم ومقنن.