وتر حساس../ التصفيق عقدة الثقة في النفس../ الولي سيدي هيبه
في كل مرة حاولت فيها متابعة خطاب لأحد المترشحين واستيضاح مضامينه، كان التصفيق من حوله لا يترك لي فرصة حصول ذلك.
عند كل نفس للمرشح أو كلمة تخرج من فيه يصفق الجميع لتغيب ملامحها وسط ذبذبات التصفيق التي تغطيها. وكانت هفوات المرشحين وأخطاؤهم اللفظية والنحوية والمفاهيمية ونقاط ضعف خطاباتهم تلقى نصيبها من هذا التصفيق الآلي الحاد، فتغطيها قبل أن تصل الآذان وتلامس مكمن النقد والتقييم.
إن عادة التصفيق البغيضة هي التي كرست النفاق وقتلت الإباء والنخوة والعزة والأنفة والشموخ، وداست الكرامة، ومرغت حواس الوطنية في وحل التملق، ورهنت النفوس للاستكانة والانصياع للقوة، والبلد للهوان والتخبط في شباك التخلف المرير؛ وهي العادة المرضية أيضا التي تحولت إلى مرآة تعكس، بما لا ريب فيه، واقع الحالة النفسية السقيمة لغالبية الشعب وتظهر مدى بعده عن الثقة في النفس وتقوقعه في ماضوية قبلية شرائحية لا جمهورية صارخة.