وتر حساس… عقد الانتماء للعروبة…/ بقلم الولي سيد هيبه
لا شك أن خرير مداد قلم عبد الباري عطوان الدافق يدغدغ مشاعر أشراف الأمة ممن بقيت فيهم نخوة، ويهز ويُرعب صوته الجهوري الذي تطبعه حدة الغيرة وتشنج الحسرة باعة القضية الفلسطينية وكاسري خواطر الشعوب العربية والإسلامية بالغدر والخيانة والشقاق والنفاق. ولا شك أنه بهذا يستحق استقبالا لائقا وتقديرا على قدر قامته.لحناجر ووصلت الخطابات والأشعار التي ألقيت من كل ديوان وحنجرة عنان السماء مفصحة عن عقدة الانتماء للعروبة والبعد عن كبد المشرق؛ عقدة تطاردنا كاللعنة، تفقدتنا ماء وجوهنا، تقض مضاجعنا و كأن هذا الانتماء لحاف لا يقاسمنا إياه سكان الخارطة العربية.
وأما الشعر فليس حكرا على شعب دون آخر ولا سببا للتطفل على انتماء قد لا يكون أبدا هدفا. فهذا محمد الأمين “السينغالي” يبز الشعراء العرب في مسابقة “شاعر المليون”، وذاك هندي كأنه “سيبويه” عصره و “متنبي” زمانه، واللائحة تطول وتطول ولا أحد فيها يدعي العروبة.
ولأن نظم الشعر ليس “لازمة” الانتماء، فإن العجز أو الامتناع عن صناعته ليس “طاردا” من الانتماء العروبي. فرفقا بالبلاد أيها الشعراء واتركوا لضيوفها أن يستسيغوها موريتانيا من أوجهها المختلفة ولا تزايدوا على عروبتها… فتلك لا مراء فيها، إلى جانب انتماءات أخرى محل تميز وإن اقتنعنا… فخر كبير.