الشاعر الكبير والدبلوماسي سيدي ولد الامجاد يلقي قصيدة رائعة امام رئيس الجمهورية
القى اليوم الشاعر الكبير والدبلوماسي في باريس سيدي ولد الأمجاد قصيدة رائعة في بداية حفل الافتتاح الرسمي لتوزيع جوائز شنقيط التقديرية للآداب والعلوم للعام 2021، برعاية وحضور فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وكوكبة واسعة من رموز الفكر والأدب والثقافة في موريتانيا .
القصيدة التي ضجت لها قاعة قصر المؤتمرات ، معلقة تزيد على اربعين بيتا نالت استحسان الجميع وملأت الدنيا وشغلت الناس ، خاصة مع حسن الإلقاء وجودة الأداء و كاريزما وحماس صاحبها على منبر الشعر .
وجاءت قصيدة الشاعر الدبلوماسي ولد الأمجاد تحت عنوان :
قبس من منارة شنقيط
يا سيدي هذه شنقيط والأدب
سفارة في الدنى مشكاتها عجب
إنا بنينا بها صرح العلا وعلى
ترنيمة المجد قد سارت بنا النجب
أبشر فعهدك ميمون وطالعه
سعد تغني له الأفلاك والشهب
والمرجفون وإن صاحوا فلا احد
إلاك في وطن العلياء يحتسب
لأن عزمك ان تمضي الركاب هنا
وأن تعانقها الآمال والسحب
والحلم أعظم ما تحدو الرجال به
طموح شعب وليس الطيش والغضب
من بعد عامين ما كلت مسيرتنا
رغم العقابيل انت القائد الأرب
آنست نارا من الإيمان ساطعة
في مورتان فضاء السيف والكتب
وأنت في حكمة تعشو لضوء حمى
غزواني يا أملا شعت به الهدب
شنقيط ما نضبت كل العيون بها
اللوح والقلم الإبريز والطرب
وخيمة في ربى الصحراء داعبها
هذا النسيم فحن الشعر والقتب
تدري اليمامة انا سادة أنف
شم العرانين ، تدري اننا عرب
ولا تسل هذه بغداد تعرفنا
والنيل يعرف والشهباء ذي حلب
وفي الأناضول ذكرى لم تزل عبقا
في شط مرمرة هذا طيفها يثب
إنا الشناقطة الأحرار من كتبوا
سفر الخلود ولم تعلق بهم ريب
سائل إذا شئت عنا كل مهمهة
وناد إفريقيا تنبيك ما السبب ؟
واليوم للركب زحف لا مرد له
شوقا إلى قمة الجوزاء يضطرب
في عهد شهم ابي صان ديرته
فليس يقربها ذئب ولا ذنب
وشاد فيها من الأخلاق منزلة
فالحكم لا شطط كلا ولا رهب
وللمعارض حق ليس يجحده
سيان في الرأي والشورى هي الطلب
أيا محمد كم انضيت من سرج
من وحي شنقيط قل لي كيف تنسرب ؟!
وكم تجشمت في صمت وفي تعب
من أجلها نعم ذاك الصمت والتعب
أتيت مدرعا حب البلاد سنى
وذي مرابعها بالخير تختضب
وبت لا راغبا في المال تكنزه
هل يستوي قانع فيه ومحتطب ؟!
مرحى جوائز شنقيط فكم لمعت
في حضنكم همم كبرى لها رتب
وكم انارت دروبا في دجنتها
بدر المعارف يزهو وهو يلتهب
منارة انت من أعطى لها سندا
يا سيدي فإذا اثوابها قشب
وجئت تشهد ميعادا لها فزهت
رفرافة الحلم والكاسات تنتخب
كم جهبذ واديب عالم هتفت
له المنابر في تكريمه دأب ؟!
توجته بفخار العلم مكرمة
والعلم يرفع بيتا صرحه ذهب
مرحى جوائز شنقيط ومجلسها
فأنتم الهامة الشماء تنتصب
وانتم نهضة للفكر دائمة
قد ازدهت حللا فانزاحت الحجب
سيروا على الدرب في عهد البناء فذا
وسام شنقيط لا زيف ولا كذب
هذي محجتها البيضاء بيرقها
وهج العقول الذي تاهت به الحقب
فللعلوم بكم شان ومفخرة
فذا مقيم هنا اعطى ومغترب
غدا كأندلس قدما نرى أطما
في كل بحث ويقوى في الخبا الطنب
وقلت بالأمس في جهر على ملإ
لا شأن يرفع إلا الجد لا النسب
وأشرف الناس من يهدي لموطنه
عيش الكرام اياديهم هي الحسب
قوم إذا انتجوا فالدار عامرة
وغيرهم حظه الأوهام والخطب
ومورتان ستبقى اليوم واحدة
ولن يفرقها زيغ ولا جلب
والأمن فيها ظلال هاهنا وهنا
للبيت رب سيحميه كما يجب
على الثغور عيون لا تنام ولن
يخيفها ابدا غاب العدا الأشب
لأنها رضعت شنقيط ملحمة
وذا هواها لها ام هنا وأب
والأبلجان بهذي الأرض لن يهنا
هذا اليراع وهذا الصارم الذرب
الشاعر والدبلوماسي : سيدي ولد الأمجاد