وادي لگديم ماض حافل بالعطاء ..وحاضر متميز …ومستقبل واعد …!!
الاحد19 سبتمبر 2021 ( الهدهد. م.ص)
بعد تساقط أمطار في الأيام الماضية على مقاطعة بومديد بشكل عام ، وعلى وادي لگديم بشكل خاص بدأت آثار اليأس تمحى في نفوس الساكنة فاسحة المجال رحبا أمام الأمل في خريف يبشر بحصاد الزرع في موسمه وحلب ما في الضرع من لبن لمن هم في امس الحاجة إليه …!!
قبل تهاطل الأمطار على المنطقة، اتصل بي هاتفيا من مدينة بومديد أحد الأصدقاء. وهو عمدة بومديد السابق اتصل بي من عين المكان وطلب منا أن نسأل الله لهم نزول المطر ، تذكرت في تلك اللحظة قول الحق عز وجل ( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد) صدق الله العظيم .
إن تساقط كميات معتبرة من الأمطار على وادي لگديم تجعل مناظره الخلابه شاخصة امامك , حيث تمر السيول المتدفقة من جبال تكانت ببطحائه , وتحول ٱثار المطر تراب سهله الطويل إلى ذرات رمل ذهبية ، فترتاح العين لمشاهدة تلك المناظر في هذه الأيام لتعود بالذاكرة إلى الماضي وعهد الصبا بجماله الراسخ في النفس.
ففي الماضي السحيق بني الأجداد مجدا في هذا الوادي مازال الاحفاد يعيشون على ميراثهم منه وقليل منهم من حذا حذو الٱباء بسبب التحول من عالم البداوة إلى المدينة وحياتها التي لا تستقر على حال …
ففي هذا الوادي كان تعليم القرٱن الكريم أولوية الأولويات عند الجميع حفظا وكتابة وتجويدا مع التخصص في تعلم فروع المذهب المالكي كدراسة كتب الأخضري وابن عاشر والرسالة والشيخ خليل الخ …
فكان بحق وصدق تاريخ الآباء حافل بإلعطاء في جميع المجالات التي كان الجميع يتنافس في تحقيقها متمسكا بالشيم الحميدة التي تربوا عليها.
أما في الحاضر فتتميز وضعية سكان الوادي بالإقبال حمدا لله على ما خلفه الأجداد من موروث ثقافي واجتماعي ، حيث تخرج من المحاظر العديد من الشباب تفننوا في تحصيل علوم القرآن الكريم وحملوا الإيجازات و انتسبوا للمعاهد و الجامعات.
كما تعيش القريتين الان نهضة عمرانية ستساهم لا محالة في التعريف أكثر بهذا الموقع السياحي بمناظره الخلابة وغاباته الخضراء و مياهه المتدفقة وبركه التي لا تنضب مما يبشر بمستقبل واعد لهذا الوادي الفريد من نوعه في مقاطعة بومديد بولاية لعصابة.
بقلم : الشريف بونا