رأي.. / وتر حساس. هل الظلم عندنا سلوك دفين؟
“الظلم أسرع شيء إلى تعجيل نقمة وتبديل نعمه”
الظلم شعور قاتل تبكي له العيون وتتفطر القلوب، وتتحسر منه الأفئدة وتقتض منه المضاجع. وهو وضع الشيء في غير موضعه كالتعيينات المجاملة في الوظائف الحساسة ومواطن التسيير للمال العام، وهو الجور بذلك على أصحاب الاستحقاق والحافظين باقتدار على استقامة الحال المهني والأداء المنتج بأمانة والتزام.
والظلم يعني التصرف في ملك الغير ومجاوزة الحد كالتعامل مع ملك الشعب والدولة على أنه خاصية أفراد في موقع السلطة.
ويطلق الظلم على غياب العدالة أو الحالة النقيضة لها كما هو حاصل في بلاد “التناقضات الكبرى” يجسده واقع التباين الشديد بين فئات المجتمع على أسس جائرة حيث تظفر قلة بالمال والمناصب والجاه، تعيث فسادا طليقة الأيدي لا يطالها التحقيق ولا تخشى المساءلة والمحاكمة، وبين اغلبية مقهورة، مستضعفة ترزح تحت نير الفقر والتهميش.
كما يستخدم مصطلح الظلم للإشارة إلى حدث أو فعل معين خارج عن دائرة العدالة يمر مرالكرام.
وما أكثر الأحداث والأفعال الظالمة في بلاد “التناقضات الكبرى” أقلها السطو على الممتلكات العمومية عقارا ومباني وشواظي ومساحات زراعية؛ أفعال وأحداث لا تحرك شعرة أو شعورا، أو تؤنب ضميرا، ولا يوقف نباح كلاب قوافلها السيارة.
ويكون الظلم في كل هذه الأوجه والأطوار أبرز إشارة إلى الوضع الراهن الأعم والأشمل كما لا يخفى مما تحاول أفواه النفاق أن تطفئه، والله متم نوره.
ويشير الظلم بصفة عامة إلى إساءة المعاملة أو التعسف أو الإهمال أو ارتكاب جرم دون تصحيحه أو توقيع العقوبة عليه من قبل النظام القانوني، وهذه لعمري إحدى أبرز سمات التعامل في بلاد “المليونيات” مع المفسدين الذين تتم ترقيتهم بعد حين من إركاعهم إن لم يكن تدميرهم الشامل لمؤسسات وقطاعات بكاملها وكأنهم أطْهار لم يمسَسهم يوما سوء.
بقلم :الولي ولد سيدهيبه