من الارشيف : عام “السيبة ” في تجكجه …!!
بعد إعلان دوائر الاستعمار عن فوز سيدي المختار انجاي وتزوير انتخابات 1951 طلب زعماء الاتحاد التقدمي تنظيم احتفال النصر وسط بطحاء تجكجة و تمت الموافقة على الطلب رغم خطر نشوب اضطرابات بسبب الصبغة الاستفزازية ضد “قبيلة ادوعلي” الداعمة لحزب الوفاق الموريتاني الذي يتزعمه احمدو ولد حرمه.
و لذلك استدعى رئيس دائرة الاحتلال المستشار بن ولد صالحي و عبد الله ولد الزين و ابلغهما بقراره الترخيص للاحتفال و انه يعتمد عليهم كي يستخدموا نفوذهم على اتباعهم لمنع الاضطرابات ، فاستمعا اليه و لم يجيبوه بأي كلمة ، لأنهما لم ولن يقبلا الخضوع للإهانة من طرف منافسيهم المستخدم بدعم من المحتل للتزوير في الانتخابات ضدهم..
وبعد ٱحاطة الحفل بحراسة مشددة ، بدأ المنتصرون دق الطبول في هرج ومرج ، تمت مهاجمة المحتفلين بالعصي و الحجارة و الأدوات الزراعية الحادة و سقط العديد من الجرحى ولاذ جنود الحرس بالفرار للاحتماء بقلعة كبولاني .
لكن أصدر الحاكم المحتل قائد الدائرة اوامره بقصف مدينة تجكجة مطالبا اعداء ادوعلي من سكان تكانت الى القيام بأعمال انتقامية ” السيبة “ضد ادوعلي معلنا عن توفير الحماية لهم .
فتم نهب ثمار واحات النخيل وقطع اجذاعها بالفؤوس، و نهب بقية الممتلكات الثمينة و خاصة حلي النساء و تمت هذه العملية بشكل ممنهج و بتعليمات من ادارة المحتل الفرنسي..!! .
واستخدمت إدارة المحتل في عملية السطو والنهب شخصا صوته جهورا ينادي في شوارع مدينة تجكجه ويصيح “السيبة السيبة” .
إن على كل من استطاع الاحتواء على ممتلكات ادوعلي نهبها ، ويردد داعي الشر إن سكان مدينة تجكجة سيكونون عرضة لإطلاق النار عليهم والزج برجالهم ونسائهم في السجون مع الأعمال الشاقة لرفضهم تزوير الانتخابات…
لماذا كل هذا العداء و هذه الكراهية من قبل إدارة المحتل ضد هذا الحلف ؟
أن الجواب على هذا السؤال يعد إلى أن المحتل الفرنسي بوقوته وتحكمه في رقاب المجتمع الموريتاني آنذاك أراد أن ينتقم من أنصار حلف احمدو ولد حرمه في نجاحه الكاسح على المرشح الفرنسي رازاك…!!
La région du Tagant en Mauritanie: L’oasis de Tijikja
entre 1660 et 1960
De Abdallah Ould Khalifa
ملاحظة : حسب الوزير الفرنسي Pierre Chevallier فقد تم اعتقال السيد بنة ولد صالحي يوم 19 يوليوز 1951 و اكثر من مائة رجل و امراة من ابناء قبيلة ادوعلي .