الترجمة الثانية عشرة : شذرات من حياة بعض علماء موريتانيا …/ د. أحمدو ولد آكاه
نواكشوط 20 فبراير 2021 ( الهدهد . م.ص)
الحاج عبد الله بن بو المختار الحسني:
نسبه : هو الحاج عبد الله بن أحمد بن عيسى بن المختار ( بو المختار ) الحسني ينتمي إلى قبيلة ” إدا بلحسن” “.
دراسته وشيوخه :
نشأ بمنطقة الجنوب الغربي في موريتانيا (القبلة) وتلقى معارفه العلمية بمنشئه، وقد حج بيت الله الحرام، وزار وأخذ إضاءة الدجنة عن “أبي مهدي عيسى الثعالبي” مفتي الحرمين الشريفين الجزائري المالكي عن “أبي الصلاح علي بن عبد الواحد الأنصاري السجلماسي” عن مؤلفها “أحمد بن محمد المقري التلمساني”(ت1041هـ)، كما أخذ عن الخطيب “أبي إسحاق إبراهيم بن حسين ابن شهاب الدين الكوراني المدني الشافعي”.
تصوفه :
أخذ “الحاج عبد الله” السبحة الشاذلية عن محمد بن أبي بكر الدلائي لما مر بالزاوية الدلائية أثناء رحلته إلى الحج، وكانت هذه الرحلة سنة: ( 1077 هـ ).
علمه وتلامذته :
يعتبر “ابن بوالمختار” أبرز شخصية في منطقة القبلة خلال النصف الثاني من القرن 17م/11هـ حتى نقم الناس على ” ناصر الدين ” امتناعه من الصلاة خلفه؛ “لبلوغ ذلك العالم الغاية في العلم والعمل والفضل ولمكان حجه؛… إذ لا أعلم منه اليوم ولا أجل”.
وكان “الحاج عبد الله” (إلى ذلك أديبا شاعرا حيث وجه إلى تلميذه “سيدي محمد ابن المختار بن الأعمش” (1063- 1107هـ) نسخة من إضاءة الدجنة) ـ وهذه النسخة للإفادة هي أول نسخة وصلت البلاد من هذا النص العقدي ـ ليشرحها فقال: أَسَيِّدَنَا إِنْ عاقَ عَمَّـا أُريـدُهُ
وَأَنْويهِ مِنْ تَجْـديدِ عَهْدِكَ عائِـقُ
وَحالَتْ صُروفُ الدَّهْرِ دُونَ إِرادَتِـي
فَإنَّ اعْتِقـادِي فِي الْمَحَبَّةِ صَـادِقُ
فأجابه “ابن الأعمش” بقوله:
بِنا ضِعْفُ مَا تَشْكُو مِن الحُبِّ دائِمـا
وَإِنْ حَالَ عَنْ وَصْلٍ صُرُوفٌ طَـوَارِقُ
عَسَى طُولُ هذا البُعْـدِ يُعْقِبُ راحَـةً
مِن الوَصْلِ أَوْ تَفْنَـى لَدَيْنَا الْعَوَائِـقُ
فقد استجاب التلميذ لطلب شيخه فشرح “الإضاءة” شرحا سماه: ” فتوحات ذي الرحمة والمنة في شرح إضاءة الدجنة”.
وقد اشتهر “ابن بو المختار” بمناهضته لحركة “ناصر الدين” ونزعة صاحبها الباطنية، وأفتى بوجوب قتال الزوايا إذ رفضوا الانصياع لقرار “هدي بن أحمد بن دامان ” أمير إمارة الترارزة (ت .1095هـ) بإجارة ” ببه بن أحمد بن آصور” الصكاعي المحتمي من جابي زكاة ” ناصر الدين “، وذلك خلال ما يعرف بحرب “شربب” التي دارت رحاها بين الزوايا وبني حسان فيما بين (1055- 1085 هـ).
وفاته :
لم أطلع على تاريخ وفاة ” الحاج عبد الله “إلا انه توفي ما بين سنة (1085هـ) وهي السنة التي توفي فيها ” ناصر الدين ” وسنة ( 1107هـ) التي توفي فيها تلميذه ” ابن الأعمش ” الذي ترحم عليه في بعض مؤلفاته.