ومضة…/ الأحزاب خشب مسندة …/ الشريف بونا
نواكشوط 030 يناير 2021 ( الهدهد.م.ص)
التنظيمات السياسية ممثلة في الأحزاب التي نشاهدها في العالم من حولنا شريك أساسي وظهير قوي لحماية ظهر الأنظمة التي يدعمها ويدافع عنها وعن أداء حكوماتها في تنفيذ برامجها وخططها الاقتصادية والاجتماعية التي تسعى من خلالها إلى تشييد صرح دولها.
إما عندنا فالأحزاب” إلا من رحم ربك ” خشب مسندة ينطبق عليها المثل الشعبي في أغلب الأحيان ” ما تنفع اصديك الا اتظر لعدو”.
فمجمل هذه الأحزاب يولد شبح بلاروح ، حيث يولد بلا برنامج يبلور هدفه ومقصده من دخول المعترك السياسي , فيظل شغله الشاغل متابعة الدعم المادي الذي تدفعه الأنظمة صدقة عنها لهذه الأحزاب وتكون قيمة الصدقة حسب ولاء الحزب في ابتكار أنجع وسيلة للتزلف والنفاق والأقتراب من رأس النظام الذي يدعمه في المناسبات المحتاج لدعمه فيها ويسانده مساندة مشروطة ببقائه على الكرسي، واذا أزيح عنه فلم ولن يذرف عليه قادة الحزب ومناضلوه دمعة .
فعندما كانت المعارضة تطالب بتحقيق برلماني مع من يسيرون امور البلد في العشرية الماضية للكشف عن حقيقة ملفات فساد تحول حولها الشبهات , كانت أحزاب الأغلبية تقف لها بالمرصاد وتتهم المطالبين بذلك بتنفيذ أجندة خارجية لا تريد خيرا للبلاد والعباد .
وحينما مالت الكفة في توجه جديد يمثل رغبة السلطة التنفيذية في فتح ملف هذا التحقيق وتشكيل لجنة برلمانية تسند إليها تلك المهمة كانت أحزاب الأغلبية التي يشكل نوابها أكثر من ثلثي الجمعية الوطنية في مقدمة الركب لبلوغ ذلك الهدف .
فإذا كانت اللجنة فتحت ملفات خطيرة تبين أنها ظلت مرتعا خصبا للفساد , فطيلة فترة التحقيق وحتى نهايته ورفع تقريره الى القضاء بقت أغلبية الأحزاب عندنا بل كلها خشب مسندة لا تنبس بكلمة ومن كان منها لذق اللسان توارى عن الأنظار , وإن تجاسر بعضها وأصدر باستحياء بيانا يكون لا طعم في مادته الإعلامية ولا ريحة .. .
فلاحاجة لنا بتذكير قادة الطيف السياسي بما تواجه به الأحزاب في الدول المتحضرة عندما يتهم رئيس أو وزير بتعاطي الرشوة أو الضلوع في ملفات فساد من احتجاجات ومظاهرات لا تتوقف إلا لتبدأ من جديد حتى تأخذ العدالة مجراها وترجع أموال الشعب إلى خزينته العامة .
أما عندنا فالأحزاب قطع “شطرنج” على الطاولة لا تتحرك إلا بفعل فاعل … وإذا لم يحركها فستبقى خشب مسندة لا علاقة لها بالأشجار المثمرة خاصة تلك التي أصلها ثابت وفرعها في السماء …