المفكر العربي الكبير على محمد الشرفاء يكتب: ثوابت الدين الاسلامي
أولا التوحيد بأن يشهد الإنسان الذى يرغب فى الدخول فى دين الإسلام بأنه لاإله إلا الله.
ثانيا أن يشهد بأن محمدا رسول الله وخاتم النبيين، وأن يشهد بماأنزل على رسوله عليه السلام، وما أنزل على الرسول من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لانفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.
ثالثا أن يؤمن المسلم بالقرآن الكريم بتشريعاته وأحكامه وعظاته وأخلاقياته وتوصياته.
رابعا الالتزام بتأدية فروض العبادات من صلاة وزكاة وحج بيت الله الحرام ولكي يحسن إسلام الإنسان يجعل سلوكيات الرسول ومعاملته مع الناس جميعا قدوة له فى كافة تصرفاته وعلاقاته الإنسانية كما بينها القرآن الكريم فى آياته التى وصف الله فيها رسوله عليه السلام بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) (القلم)) كما خاطبه بوصف الرحمة بقوله سبحانه (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) (الأنبياء) وقال سبحانه يخاطب المسلمين بقوله (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ(128)( التوبة )
وخلاصة سنة الرسول تتمثل فى تطبيقه الآيات القرآنية التى ترشده لأخلاقيات القرآن وتطبيقها فى سلوكه وتصرفاته اليومية مع الناس جميعا دون استثناء ، يعاملهم بالرحمة والعدل والإحسان، ينشر السلام بينهم والرأفة والتعاون على الخير ورفض العدوان، تطبيقا لأمر الله سبحانه (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)) المائدة() ولذلك يجب التأكيد على أن أركان الإسلام ليست العبادات فقط، ولكن كل ما أمر الله به فى آيات القرآن، فكما أن العبادات من الثوابت فى الإسلام، أيضا تعتبر التشريعات الإلهية والأحكام والأخلاقيات من ثوابت الإسلام ليتحقق للمجتمعات الإنسانية الاستقرار والأمان والتعاون والسلام، فلاكراهية ينشرها الإسلام بين الناس، ولا فتن تثير النعرات والصراع فى المجتمعات، ولا طغيان يستبيح حق الحياة للإنسان، ولا ظلم يستولي على أملاك الناس بالبغي والعدوان، ولا إرهاب ينشر الخوف والفزع ويحيل حياة الناس شقاء وبؤسا، يشرد الأطفال والنساء ويدمر الأوطان.
الإسلام هو رسالة سلام تحيا بها المجتمعات الإنسانية فى ظل التعاون والإخاء والتكافل، تكريما وتطبيقا لتشريعات الله التى أنزلها الله على رسوله فى القرآن، ومن يعتقد غير ذلك عن الإسلام فليراجع نفسه وليوظف عقله، وليتدبر آيات الله ليستيقن إيمانه، وليرضى الله عن أعماله فلن ينفع الإنسان يوم القيامة إلاعمله إن كان صالحا وشكورا أو طالحا وكفورا .
ذلك اليوم الذى لن ينفع فيه مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم.