رئيس حزب الكرامة يكتب: “إقلاع” لمعالجة مختلف الأعطاب التي تعاني منها الدولة…
نواكشوط 07 سبتمبر .2020 (الهدهد.م .ص)
تابعت باهتمام كبير خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي وجهه للشعب ، والذي اعلن فيه عن برنامج “إقلاع”
لمعالجة مختلف الاعطاب التي تعاني
منها الدولة بسبب الجائحة التي اشتاحتها ،وما ، مست به منظومتنا الاقتصادية في الصميم.
وفرضت حتى ،إعادة النظر في دور الدولة في تنظيم الإقتصاد وتوجيه الإستثمار وتنمية القطاعات الإنتاجية، سعيا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء .
بدأ السيد الرئيس خطابه بالتذكير بعقده الانتخابي مع الشعب مذكرا بالجهود الكبيرة التي قيم بها
لتنفيذ مضامين الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها
السياسة العامة التي تضمنت ذلك العقد في مختلف جوانبها ،والتي ظهرت في حجم المشاريع والبرامج المنجزة، وتلك التي في طور الإنجاز للقضاء على الغبن والهشاشة ،وخاصة في مجال القطاعات الخدمية التي تمس وتلامس حياة الناس في مأكلهم ومشربهم وصحتهم وأمنهم وتوطيد دعائم وحدتهم الوطنية وسِلمهم الأهلي، وتقوية لحمتهم الإجتماعية، مشخصا بدقة العراقيل التي وقفت وتقف كجدار سميك اربك ويربك دينامية العمل والإنجاز ،مبينا أن كوفيد 19، كانت لها تأثيرات بالغة الدقة على الإقتصاد وغيره ، وهو ما تطلب _على وجه الإستعجال_ وضع برنامج إنقاذ للبلد من كل اعطابه، يوازي ما كان مقررا أصلا من تدابير،ويتماشى مع استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك التي وضعت لغاية 2030.
إن خطاب السيد الرئيس الذي أعلن فيه هذا البرنامج ،ليشكل حقا خطاب إنقاذ ونهضة للبلد في آن معا، ومثله خطابه في 25 من مارس الماضي و الذي شكل نقلة نوعية بينت قدرة وجاهزيتها
للتعامل مع المتغيرات المباغتة، وإن كان خطاب
ا الاقلاع اوسع فضاء وأكبر حجما لضخامة
السقف المالي المخصص للإقلاع الإقتصادي الذي
أعلن عنه .
لقد كان السيد الرئيس بصيرا بحجم الضرر الناجم عن كوفيد 19،ومدركا لمٱلاتها المستقبلية، وعلى بينة من تأثيراتها العالمية على الدول والشعوب.
_اقتصادياتها؛
_نسيجها الإجتماعي؛
_ وحدتها الوطنية وإستقرارها…؛
لذلك جاء خطابه مُنقذا للوضع العام لضمان تحصين البلاد من تلك التأثيرات والٱقلاع
بها إلى نهضة مشمولة المجالات؛
ولضمان تحقيق هذا المطلب النهضوي يأتي الخطاب في الشق السياسي الذي خُتم به مشكلا الإستثناء في تاريخ الأنظمة السياسية التي
تعاقبت على البلاد،حيث استنهض انتباه
الشعب وقواه الحية إلى الأهمية الكبرى للمساهمة
في نجاح خطة الإنقاذ والنهوض هذه ،وطلب منهم _والطلب محمول على. الأمر هنا – أن يهبوا ويتحملوا مسؤوليتهم الكاملة في الرقابة .
والمتابعة والتقييم لكي ينحج البرنامج
وتُحقق خطة الإنقاذ والإقلاع الإقتصادي هدفها المنشود .
فعندما يبدأ السيد الرئيس في ندائه للقوي الحية بالأحزاب السياسية ،فإنه بذلك يحدث قطيعة
ال ابستومولوجية مع جميع الأنظمة المتعاقبة التي لم تولي أي اهتمام للتنظيمات
السياسية والمجتمعية بل ظلت تتجاهلها ولا تعيرها أي أهتمام ولا تعترف لها بأي دور في تحقيق التنمية بمفهومها الواسع .
إن السيد الرئيس بدعوته للأحزاب وقوي المجتمع الأخرى ، يعنترف بدور هذه الأحزاب بل ويعتبر
ك هذا الدور أساسي وحاسم في المساهمة في تحقيق التنمية المندمجة والشاملة من جهة ، ومن جهة أخرى يُقر بضرورة واهمية خلق مجتمع سياسي يكون له دور الرافع للدولة لكي تحقق خططها وبرامجها التنموية، لما للأحزاب من قدرة على التعبئة والحشد ،ولما لها من فراسة في الرقابة والمتابعة والتقييم ،وضمان الشفافية والجودة ،ولمالها من قدرة كذلك على الإقناع بجدوى وأهمية ما يقوم به النظام وتنجزه الدولة لصالح المواطنين.
ذلك أن ” نجاح البرامج التنموية الكبري لا يتوقف فقط على الجهات والهيئات الرسمية المسؤولة عن التنفيذ الميداني ،بل يتطلب كذلك مواكبة من المواطن بحكم كونه الغاية الأولى لهذه البرامج.
.
ولذا فإن على كافة قوى البلد الحية من أحزاب سياسية ومنظمات غير حكومية ووسائل إعلام أن تلعب دورها كاملا في الرقابة والمتابعة والتقييم
،إسهاما منها في إرساء القواعد المؤسسية لحكامة قوية وفعالة ” .
وإذا فالسيد الرئيس رمى الكرة في مرمى القوى الحية وبالاخص الأحزاب السياسية ،فعلى هذه ان تاخذ دورها كاملا وحقها في نجاح خطة الإنقاذ
والنهوض هذه، فهي على المحك و عليها ان تثبت جدوائيتها ،فالفرص لا تتكرر ،فليس كل مرة يوجد
رئيس منفتح ومستعد للشراكة خدمة للبلاد والعباد .
بقلم : الدكتور شيخنا محمد حجبو-رئيس حزب الكرامة