ومضة…/ بين الإقالة والإستقالة …/ الشريف بونا
نواكشوط 10 اغشت 2020 ( الهدهد)
لست من دعاة التشهير بالناس وتتبع عوراتهم وتلفيق الحجج عليهم لتلطيخ سمعتهم والنيل من كرامتهم التي قدسها الله سبحانه وتعالى وكرمها عند ما قال : ( ولقد كرمنا بني ٱدام وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) صدق الله العظيم .
فهذا التفضيل من الله للإنسان يوجب على من يتكلم في أعراض الناس أن يتخذ أعلى درجة من الحيطة والحذر حتى لا يقلب الطاولة على رأسه ويندم ولا ت ساعة مندم.
وعليه في هذا المقام وقديما قيل لكل مقام مقال أن يتذكر أبيات الشافعي في مخاطبة الجوارح للنفس عندما قال للسان وهو من أخطر الجوارح كما ورد في ٱخر الحديث الطويل الذي رواه معاذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال له :” ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، إلا حصائد ألسنتهم”
فالشافعي يقول في ذلك :
لسانك لا تذكر به عورة امرئ
فكلك عورات وللناس ألسن
ويخاطب العين أيضا قائلا لها:
وعينك إن أبدت إليك معايبا
فصنها وقل ياعين للناس أعين
كان في اعتقادي وكما أشرت قبل ذلك في “ومضة” سابقة أن على من وجهت لهم تهمة المشاركة في اختلاس المال العام أن يقدموا استقالتهم ويتواروا عن الأنظار حتى تثبت براءتهم او يثبت عكس ذلك .
وبتقديم تلك الاستقالة يجنبون من وضع ثقته فيهم وعينهم في مناصب هامة الإحراج بإقالتهم كما حدث أمس الأول ، بل وإقالة من لا تحوم حولهم أي شبهة من الوزراء الٱخرين.
فلو أن الوزراء الذين مثلوا أمام لجنة التحقيق البرلمانية قدموا استقالتهم لكان ذلك خيرا لهم وأحسن تأويلا، واكثر تشبثا بروح المدنية والتحضر من إقالتهم ونبذهم بالعراء…