ومضة …/ ما ذا بعد تسليم التقرير…؟/ الشريف بونا
نواكشوط 28 يوليو 2020 ( الهدهد .م .ص)
عكفت لجنة انتخبتها الغرفة التشريعية الوحيدة في البلد لإعداد تقرير مفصل عن حقيقة ملفات يشتبه في أن يد من تولوا تسييرها في العشرية الأخيرة لم تكن ٱمنة ولا نزيهة في التعاطي
معها بل قامت بخرقات وصلت إلى درجة الفساد المتعمد.
واستطاعت اللجنة ان تنجز عملا جبارا في ظرف وحيز رغم حداثة عهدها بالتحقيق في هذا النوع من الملفات التي كانت مهمة التفتيش والرقابة فيها تسند للمفتشية العامة بأعين مفتشيات داخلية في القطاعات تحافظ في أغلب الأحيان على مصالحها المرتبطة بغض الطرف عن كل ما لا يطابق مزاج المسؤولين في القطاعات العاملين تحت امرتهم إلا استثناءات من القاعدة العامة ، وفي احايين اخرى يقع نوع من تٱمر من تحت الطاولة حدث عنه ولا حرج..
ففي الأيام المتزامنة مع بداية تحقيق اللجنة البرلمانية سمعنا ورأينا بأم أعيننا تقارير صادرة عن محكمة الحسابات تتحدث عن أرقام لايصدقها السامع، تم نهبها من أموال شعب يرزح تحت وطأة ظروف قاسية تتمثل في حرمانه من أن يعيش عيشا كريما من ثروات بلده الوفيرة على أديم أرضه.
كنا نمني أنفسنا أن تتابع تلك الملفات وأن تنزع الأموال المنهوبة ممن تحايلوا عليها وتعاد إلى خزينة الدولة، لكن عقارب الزمن بسرعتها التي لا تتوقف وبإرادة النافذين وتمرسهم في التعامل مع طي هذا النوع من الملفات ورميه بسرعة البرق في سلة المهملات بخرت أحلام الجميع..
فتحولت أنظار الشارع بعد ذلك الى متابعة سير عمل لجنة التحقيق البرلمانية وما يصدر عنها من تسريبات تجعل المواطن يتساءل في نفسه … هل في هذا البلد رجل رشيد مؤتمن على ما يوضع تحت يده من المال العام أم أن النزاهة في التعاطي مع مال الشعب في واد، ونحن في واد غير ذي زرع.
للعودة إلى الحديث عن بيت القصيد وهو تقرير لجنة التحقيق البرلمانية … يتساءل في هذه اللحظات البعض بعد تسليم التقرير أمس لرئيس الجمعية وما ادراك ما رئيس الجمعية ، عن ما سيؤول إليه هذا التقرير..
هل بعد ما تناها إلى مسامعنا من مليارات نهبت وصفقات اعتمدت ومؤسسات خربت ستذهب الجهود سدى وترمى التقارير في دهاليز النسيان وتداس باقدام المفسدين ؟
واذا لاقدر الله حدث ذلك ففي اعتقادي أن الشعب الذي لا ينافح عن حقوقه ولا يسعى لإنتزاعها من المتلاعبين بها بل يضع التيجان على رؤوسهم ويقبل اليد التي تسرق ماله وأمله لا يستحق أن يعطى أكثر مما يجني على نفسه الخنوعة الرياضية من الغنيمة بالإياب…
