هدهدة …/ رحم الله الحجاج…/ الشريف بونا

 

نواكشوط19  يوليو 2020 ( الهدهد . م .ص)

انتشرت على وسائط التواصل الٱجتماعي صور هذه المحمية التي يقال إنها في حيز جغرافي ” ما “من موريتانيا الحبيبة .
وتحريا للحصول على الخبر اليقين، تريثنا كثيرا في نشرها على الموقع وبما أن الخبر الذي تواتر نقله من اكثر من مصدر يتم الحكم به شرعا، رأينا أن نشر صور المحمية والتعليق عليها ليس فيه تجن على الحقيقة.

وما دامت لم تتح لي فرصة زيارة المحمية فلا تسألني عزيزي القارئ عن تحديد المكان الذي توجد فيه ، وإذا كتب الله عليك وسألتني فلا تسألني عن من هو المالك لها… ولا عن كيف استطاع جلب انواع الحيوانات التي فيها …ولا عن تكاليف نقلها من وراء المحيطات الى هنا ولا عن كم كلف ثمنها من العملات الصعبة …؟؟
فكان ٱخر عهد لبلدنا ببعض هذه الحيوانات منذ عقود خلت قبل أن يقضي رصاص الصيادين المحليين والوافدين من دول الخليج للنزهة عليها برا ، كما فعل ٱخرون اجانب لما في أعماق مياهننا الإقليمية من الثروة البحرية دون أن نستفيد منها…؟؟

الصور الماثلة امامك بالعين المجردة وبدون حجاب التقطتها عدسة مصور للمحمية التي يوجد فيها نوع من الحيوانات من  المتستحيل مشاهدتها في الكثير من محميات العالم خاصة تلك التي توارثتها أجيال بعد أجيال في دول بلغت شأوا بعيدا في الثراء الأقتصادي.
فهل تصدق أيها المشاهد أن هذه المحمية عمرها لا يتجاوز 10 سنوات وأنها تم تجميعها في ظرف تميز فيه البلد بشن حرب لا هوادة فيها على الفساد والمفسدين …
هل تعلم اكثر من ذلك أن المحمية جهزت في زمن كان شغل القائمين فيه على البلد حسب وسائل الإعلام الرسمية توفير لقمة العيش للمواطن وابعاد شبح الفقر عنه ، حتى أصبحنا في العشرية الأخيرة البلد الوحيد في العالم الذي يلقب رئيسه برئيس الفقراء…
وكان أمل الكثير منا أن يفوز بجائزة نوبل العالمية في حسن التسيير والشفافية في التعاطي مع المال العام حتى أنه قال في أحد مؤتمراته الصحفية أنه بلغ من الحرص على متابعته له” المال العام” الحد الذي قال فيه ” إنه لا تخرج 20 أوقية قديمة دون علمه”.
الا يحق لنا بعد أن كشفت الأوراق ورأينا بأم أعيننا “عيون المهى في هذه المحمية ” أن نردد مع العراقيين بدلا من بيت الشاعر علي بن الجهم :
عيون المها بين الرصافة والجسري * جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري ..

أن نردد مع الشعب العراقي مقولته الشهيرة ” رحم الله الحجاج ما اعدله ، بل نضيف لها ما أبيض الكف التي خرج بها من القصر الرمادي”.

 

 

مقالات ذات صلة