ومضة …/ الوزير …ودموع التماسيح…/ الشريف بونا
نواكشوط 18 يوليو 2020 ( الهدهد .م ص)
عودتنا تجربتنا في الحياة على هذه الأرض أن الكثير من أهلها أو على الأصح من يتولون تسيير شؤونها يمتلكون مهارة فائقة في محاكاة التماسيح في ذرف الدموع بعد الفتك بالضحية …
بالأمس تابعنا مقالا مطولا لوزير سابق يستعطف فيه المجتمع على تناسي الماضي والإقبال على المستقبل دون الألتفات إلى ما تم ارتكابه من نهب لثرواته في العشرية الأخيرة … فالوزير الموقر يرى أن ذرف دموع التماسيح كفيلة بتعويض الشعب ما خسره في الماضي..
صحيح معالي الوزير أنك عزفت على وتر حساس عزف عليه الكثير قبلكم وهو عمر وتاريخ الصداقة التي كانت قائمة بين الرئيس السابق والرئيس الحالي، مذكرا أن هناك من يحاول تعكير صفوها ممن كانوا بالأمس يعزفون على وتر” المأمورية الثالثة” ..
كلام في غاية الأهمية ذكره خاصة لمن يتشاءم لمستقبل البلد اذا لم تتبع نصيحته ، بل يتوعد”بربيع برلماني”.
لاشك أن معالي الوزير يدرك أكثر من غيره ويعرف من أعطى ظهره للصداقة يوم 28 نوفمبر برفضه الحضور للأحتفالات المخلدة لذكرى الاستقلال وهو على مرمى حجر من مدينة لا يجهل أحدا علاقته بها ..
ويعرف قبل ذلك من عقد اجتماعا بقيادة حزب لم يتشاور مع صديقه عاليه وخطابه فيه مازال مسجلا …ومن.. ومن .. ومن .؟؟
وما يمكن أن يقال عن رأي الوزير في نازلة الصداقة وتطوعه بإصلاح ذات البين بعد أن أعلن على رؤوس الاشهاد أنه متهل عن التزاماته ومتفرغ لدفع الشبهة التي ألحقتها به لجنة التحقيق البرلمانية لورود اسمه في منح جزيرة لأمير قطر .
ذكرني مقال الوزير بمقولة شهيرة لأحد الحكماء:
لا تنظر ٱلى ما يرتسم على الوجوه ولا تسمع الى ما تقوله الألسن ولا تلتفت إلى الدموع ، فكل هذا هو جلد الإنسان والإنسان يغير جلده كل يوم ، ولكن ابحث عما هو تحت الجلد ” .