ومضة…/ شكرا موبتو على الهدية…/ الشريف بونا
نواكشوط 14يوليو 2020 (الهدهد .م .ص)
يحكى ان رئيس زائر الجنرال موبتو سيسكو أدى زيارة رسمية لموريتانيا سنة 1973 وخلا ايام الزيارة لاحظ أن مضيفه المختار ولد داداه رحمه الله لم يغير بدلته .
وعندما هم موبتو سيسكو بالمغادرة حرر شكا بمبلغ 5 مليون دولار في ذلك الزمن وهو مبلغ هائل وسلمه لكاتب الخاصة للمختار ولد داداه دون علمه، وارفق الشك بورقة سجل فيها عناوين أكبر دور الأزياء في فرنسا التي تبيع أن واحدث ملابس الرؤساء ليشتري منها المختار ملابسه التي يقابل بها الضيوفه .
في عودة المختار من المطار سلمه الكاتب الخاص المبلغ فاستدعى المختار وزير المالية وقال له هذا المبلغ هدية من موبتو خاصة لي، لكن قررت أن نسلمها لكم لتنفق في إكمال تشييد مدرسة تكوين المعلمين المتعطلة .
فعكفت الحكومة على تشييد المدرسة واكتمل بناؤها وبدأت في تكوين المعلمين لتتخرج منها دفعات شكلت نواة لخلق أطر فاعلة في مجال التعليم .
وبعد خمس سنوات قام موبتو سيسكو بزيارة للمغرب فعلم المختار بخبر الزيارة ليهاتف موبتو من المغرب طالبا منه في عودته التوقف ولو ساعات في موريتانيا فاستجاب لطلبه.
فعندما وصل رئيس زائر الجنرال موبتو سيسكو الى مطار نواكشوط وجد استقبالا حارا مخصصا له ، وفي طريقه رفقة المختار شاهد لافتات كتب عليها : ” موبتو شكرا على الهدية ” فشعر في نفسه بالخجل لأنه لم تكن معه هدية ، فكان المختار يمازحه حتى وصل الموكب الرئاسي إلى مدرسة المعلمين التي توقف عندها وقال المختار لرئيس زائر شكرا هذه هديتكم المقدمة للشعب الموريتاني خلال زيارتكم لها 1973 ” 5 ” مليون دولار بدلا من شراء البادلات الشخصية شيدنا بها هذه المدرسة … فارتفع هاجس الحرج عن موبتو وانبسطت اسارير وجهه.. وقال للمختار لو حصلت افريقيا على خمس رؤساء من مثلك لأستغنينا عن مساعدات المحتل .
أي شيئ أجمل من أن يدرك الرئيس أنه مؤتمن على رعيته ومصلحتها العامة مقدمة على مصلحته الخاصة، بل وأجمل من ذلك إدراكه أن استثمار الهدية في تكوين مكونين للأجيال القادمة سيدفع إلى نشر العلم الذي هو مفتاح تنمية البلد.