من الأرشيف : شذرات من حياة الولي الصالح محمد بوكسه العلوي
صورة لسفح كنديكه
يعتبر الولي الصالح والعالم المتمكن في ولاية لعصابة محمد بوكسه العلوي من أبرز واشهر العلماء في تلك المنطقة حيث اشتهر وذاع صيته في كل مكان وبلغ ذكره مابلغ.
وبعد وفاته ودفنه في موقع “ميليل” اصبحت روضته مزارا يقصده الناس من كل فج للتبرك مما أعطاه الله من نور فضله.
وتواترت الحكايات على السن الناس عن تحقيق الكثير من الحاجات لزواره القاصدين بالشفاء من المرض تارة وقضاء بعض الأمور المستعصية اطوارا أخرى.
ولتعريف زوار موقع” الهدهد” على شذرات من حياته ننشر هذه المعلومات المأخوذة من نبذة كتبها المصطفى أعبوده على صفحة أهل بوكسه في الفيسبوك فكتب :
“هو العلامة والقطب الكبير والولي الشهير محمد بوكسه بن الحاج محمد احمد بن المختار بن يعقوب بن محمد بن اندموكي العلوي ويعود لقبه ببوكسه إلى كساء كان يجعله رداء يضعه على كتفيه دائما وكانت زوجته تستحي من تجريد اسمه على عادة الموريتانيين لذلك صارت تطلق عليه “بوكسه” وهكذا مع مرور الزمن أصبح معروفا بهذا اللقب.
ولد محمد بوكسه بشنقيط
في أواخر القرن العاشر الهجري في بيئة علمية أصيلة إذ كان أبوه محمد أحمد عالما، وكان جده من أمه محمد بن القاضي كذلك، حيث كان شيخ مشايخة العَلم في منطقة “الكبله” وكان خاله سيدي عبد الله بن محمد بن القاضي المعروف بابن رازكه عالما وشاعرا، فتضلع محمد بوكسه علما من بيئته التي نشأ فيها، ونزح من شنقيط تنفيذا لوصية والده محمد أحمد الذي خرج منها هو الآخر قبل الحرب الأهلية التي وقعت هناك، وكان أوصاه بالخروج والتوجه نحوه إذا رأى الماء يسيل من الرحى، فتوجه محمد بوكسه وجهة والده المتوفى قرب ”
الغبرة” في آفطوط بمقاطعة “باركيول” بولاية لعصابة، ليستقر به المقام بقصر السلامة في سفح جبل “كنديكه”
حيث اجتمع بقطب زمانه الطالب مصطف القلاوي فكونا معا زاوية “قصر السلامة” التي تذكرها حوليات تينيت ، وتوجد آثارها الان عند سفح جبل “كنديكه” جنوب مدينة بومديد على بعد 7 كيلومترات من قرية لكليب اسغير
وهي الزاوية التي تخرج منها أغلب علماء المنطقة.
كان محمد بوكسه رحمه الله يوجه القادمين إليه إلى الطالب مصطف رغبة منه في ظهوره وتهربا من حقوق الناس وما يترتب على استقبالهم من الظهور المنافي للتواضع، ومع ذلك فقد أرسى رحمه الله دعائم فصيلة “أهل بوكسه” المسماة باسمه.
وقد ذاع صيت محمد بوكسه واشتهر حتى صار علما على والده الحاج محمد أحمد الذي يقول عنه صاحب الوسيط: “وقد بلغنا أن الحاج محمد أحمد والد أبى الكساء حجج أربعين نفسا من غير عياله أنفقها وكساها لوجه الله” وتحكي بعض الروايات الشعبية “أن شبابيك البيت شهدت انفراجا ععجيبا عند قومه لأداء الحج “.
وفي ذلك يقول أحد الشعراء بالحسانية :
أحمد شكر ماه محتاج بيه المثن فيه الحاج
كلاع الربكات الضناج جمع القضاة اكنعال
حج احجج كم من حجاج باب اشباك اتفشكال
وكان محمد بوكسه رحمه الله أول من دفن في مقبرة “ميلميل” , وقد مرت فترة طويلة ولم يدفن في قبلته أحد احتراما لمكانته العلمية ، لذلك لقب باللهجة الحسانية ب”إمام لرياظ” ، وكان الطالب مصطف يقول له أنت إمامنا في الدنيا والآخرة وقد يكون ذلك هو السبب الذي جعل الناس تتجنب الدفن في قبلته، وقد قام مؤخرا أحد أحفاده هو الطالب ولد الناهي ولد الجيد بتشييد بيت على قبره.
خلف محمد بوكسه رحمه الله ستة أبناء هم الطالب محمد، والطالب عبد الرحمن، انبابه والطالب أحمادو والطالب سيدي إبراهيم المبارك، والطالب الصغير والطالب اخيار وهذا الأخير لم يعقب فرحم الله الجميع رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته.
وقد توفي محمد بوكسه رحمه الله قبل الطالب مصطف القلاوي في مطلع القرن الثاني عشر الهجري ويوجد ضريحه في مقبرة “ميلميل”
عند منتصف الطريق الرابط بين مدينتي كيفه وبومديد بولاية لعصابة على بعد 45 كيلومتر شمال مدينة كيفه.