الباحث بدي ولد ابنو يتحدث عن لقائه برئيس الجمهورية
نواكشوط 22دجمبر2019 ( الهدهد .م.ص)
أعرب المثقف الموريتاني الكبير الدكتور بدي أبنو عن ارتياحه للقاء رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وهو اللقاء الذي يوم الأربعاء الماضي في القصر الرئاسي بنواكشوط.
وقال ولد أبنو إنه لن يتحدث عما تم نقاشه في اللقاء لأنه تم الاتفاق على إبقاء فحواه خارج التداول الإعلامي على الأقل في الوقت الراهن، وإن كل ما يصرح به الآن هو أن اللقاء دار حول الشأن العام، ولم يتم فيه التطرق إلى أي “أمور شخصية… إلخ”.
ووجه ولد أبنو الشكر إلى الذين عملوا على ترتيب هذا اللقاء، قائلا إنه تم إبلاغه باقتراح اللقاء وقتا قصير ا بعد قدومه للبلد.
وأوضح أنه لا يستطيع الاَن تقديم “رأي مؤسس على معطيات جدية عن الرئيس الحالي فلم أتعرف إليه تقريبا قبل هذا اللقاء”
ولكنه لاحظ اختلاف أسلوب وتعاطي ولد الغزواني عن بعض الرؤساء الموريتانيين السابقين الذين التقاهم من قبل “فأغلب الظن أن ثقافة الاستماع لديه (الغزواني) أفضل” أو “على الأقل هذا هو الانطباع الذي تشكل لدي حين استمعت إلى إجاباته على ما كنت أعرض حيث لاحظت أنه يسجل بعناية بعض النقاط”. فهذه “الجوانب في الأسلوب” يضيف ولد ابنو “هي مؤشرات لا تخفى دلالاتها”.
وأشار إلى أنه لاحظ وجود “تحسن لا بأس به في السلوك المدني” التي أضفي على عمل المؤسسة الرئاسية، متمنيا أن يظل ذلك السلوك المدني في تطور.
وتمنى ولد أبنو أن يتم توسيع المشاورات بين الموريتانيين لتصل إلى أكبر إجماع ممكن، قائلا إنه لاحظ ارتياح من التقاهم من قيادات المعارضة التاريخية وكذلك من مكونات الطبقة السياسية عموما وتفاؤلهم بالمشاورات الجارية بين الرئاسة وبين القوى السياسية والمدنية.
وقال ولد أبنو إن “مداخيل موريتانيا المجهرية” قياسا لحاجتنا التنموية تفرض العمل حثيثا على تنويع وتوسيع مصادر الدخل وأساليب الاستثمار، مشيرا إلى أن “الموقع الاستراتيجي نسبيا للبلاد يمكن أن يشكل إحدى الرافعات في هذا الإطار”.
مشيرا إلى أن الأوروبيين تعاملوا منذ وصولهم المنطقة قبل قرون مع موريتانيا كـ”مجال استراتيجي من الناحية الأمنية فقط” دون الاستثمار فيه اقتصاديا.
وقال ولد أبنو إن كل القطاعات تعاني مشاكل كبيرة، لكن العبء الأكبر يتمثل في النهوض بقطاعي التعليم والاقتصاد والمالية.
وعرض ولد أبنو لرؤيته الاستراتيجية لموريتانيا في محطيها الجغرافي والإكراهات السياسية المطروحة لكل دول المنطقة، مؤكدا أن كل دول المنطقة تواجه تحديات أمنية وتنمية، لا يمكن أن تتحملها منفردة.
وركز ولد أبنو على “إكراهات الجغرافيا السياسية” لدول المغرب العربي ومنطقة الساحل، خاصة في ظل تراجع دور الدول العظمى التي فصّلت خرائط أقاليم المنطقة.
ويعمل الدكتور بدي ولد أبنو مديرا لمركز الدراسات الابسمولوجية بابروكسل وأستاذا في جامعة الصوربون بفرنساوجامعة فرجينيا الدولية بالولايات المتحدة.
وكان قد شغل منصب الناطق باسم تجمع المعارضة الموريتانية في المنفى أيام ولد الطايع.