طب دبي يستجدي لأنقذه من موت سريري ينتظره
نواكشوط 17 ابريل 201 ( الهدهد م. ص.) اكد تقرير نشره “موقع النشرة المغاربية ” أمس ان ساكنة أهالي حي دبي بالترحيل في توجنين لم يخفون غضبهم الشديد “للواقع المزري الذي وصل اليه مركزهم الصحي” فهو لم يعد مرتعا فقط للاهمال والتسيب ونقص الاطباء والمختصين وغياب المداومة التي توفر للاهالي ابسط الاحتياجات الاولية للطب وانما اصبح يثير غضبهم ان يكون الطاقم المشرف عليه مشاركا في عملية هدمه وقتله.
وتفريغه من اي محتوى عبر انشاء عيادات وصيدليات بديلة تقدم الخدمات للمرضى ونقل معداته واطقمه البشرية لعيادة اخرى يشتبه في ملكيتها للطبيب الرئيس بالمستوصف.
ويقول الاهالي ان ما وصل اليه هذا المستوصف من تدهور وانحطاط قلل من قيمته وجعل الاهالي يهجرونه الى مراكز اخرى لقناعتهم بانه اصبح موطنا للقطط السائبة والحمير الضائعة وموقفا للسيارات المتعطلة ولاشياء اخرى.. بناية ضخمة ومكاتب متهالكة.. عكسا لما ارادته الدولة حين انشأت سنة 2013 هذه البناية الصحية الضخمة والمكتملة المرافق والتخصصات لتكون مرفقا صحيا لفائدة سكان احياء الترحيل، الا انه مع مرور الوقت وبسبب الاهمال تحولت هذه البناية الضخمة الى خرابة متهالكة بعد ان اغلق اغلب مكاتبها وعلا الصدأ كل الاجنحة الاخرى للتتحول مكاتب التمريض الى غرف مهترئة مكسرة الأبواب والنوافذ والاساسات ومهشمة المقاعد، تزكم روائح حنفياتها الانوف .. فلم يعد يصلح منها سوى غرفة واحدة جهزها الحارس لنفسه لتكون سكنا له لممارسة عمله التجاري الخاص في حراسة السيارات الليلية ولحفظ السيارات المتعطلة وملاذا للحيوانات السائبة مما جعل بعض الغاضبين يطلقون على المستوصف طب الحمير لمصادفتهم في احايين كثيرة مع وجود حمير بساحته الرئيسية..
اين الطاقم البشري..!
اذا كان هذا المستوصف قد صمم اصلا على انه يتوفر على طبيب رئيس واطباء في بعض التخصصات كالاطفال والنساء والجلد والقلب غيرها الا ان الطبيب الوحيد المتلزم بالدوام فقط هو طبيب الاسنان بحسب الاهالي اما اصحاب التخصصات الاخرى فنادرا ما يزورون المستشفى بمن فيهم الطبيب الرئيس الذي يتغيب احيانا اسابيع متصلة دون ..
والاغرب ما في الامر ان هناك سيدة متطوعة قالت بانها ملتزمة بالدوام في هذا المستوصف منذ نشأته قبل 7 سنوات وحتى اليوم وانها لم تتلقى اي تعويض من اي جهة بل انها احيانا تنام لوحدها في غرف مكسرة وغالبا ما تاتيها حالات صحية حرجة كالولادة او امراض الاطفال والكسور والضغط وغير ذالك لكنها لاتجد اي وسيلة لانقاذ حياة اصحابها فهي لاتملك الاهلية لذالك وليست لديها الادوات لذالك فالمستوصف لايتوفر على اطباء في النهار أحرى في الليل كما يقول شاهد عيان وفي أحايين كثيرة ينقطع عنه الماء والكهرباء ويبقى في ظلام دامس ومرتعا لشبان ونساء مجهولي الهوية.. وتقول سيدة اخرى من ابناء الحي ان الأهالي فقدوا ثقتهم في هذا المستوصف فهو لاتوجد فيه ابسط اللوازم الطبية altكالاسعافات او الفحوص او الاطقم التي تملك ابسط خبرة في مجال الطب و غالبا ما تذهب الام متحسرة حين لا تجد طبيبا او ممرضا يقدم لها وصفة لإنقاذ فلذة كبدها او لإنقاذ نفس في حالة الوضع او في حالات الضغط والسكري وغيرها من الأمور التي تتطلب الاستعجال في العلاج ، كما ان المستوصف لا يتوفر على سيارة إسعاف ويقولون ان المرضى في بعض الاحايين يتنقلون عبر عربات الحمير لنقل المرضى الى الطريق الرئيس وغالبا من يفارقون الحياة قبل الوصول الى المستشفيات الاخرى .. ويرجع بعض المتتبعين هذا الوضع المزري الى لامسؤولية المشرفين عليه الذين يعمل ليل نهار من اجل استنزاف هذا المستوصف عبر نقل معداته وإغراء العاملين فيه للعمل في عيادات ومجمعات صيدلية اخرى بهذا الحي..
هذا وتكفي ابسط نظرة لجنبات المستوصف وواجهاته الامامية والخلفية ومكاتبه الداخلية ليرى المرأ حجم العبث الذي طال هذا المستوصف الضخم الذي انفقت الدولة من اجله المليارات واقامته علة مساحات وسط كثافة بشرية تزداد يوما بعد يوم ليتحول في الاخيرالى مغامرة مهجورة تعتليها الغمامة من كل جانب وتستوطنها الحيوانات الضالة وياكل الصدأ كل ابوابها ونوافذها المكسرة ويبدو مهجورا كما لو انه في مكان صحراوي بعيد وليس في مناطق الترحيل التي تضج بالحركة و بالناس من كل الاصناف والالوان..
altولايخفي الاهالي اشمئزازهم من هذه الوضعية المزرية التي آل اليها هذا المرفق الذي علقوا عليه الأمل في يوم من الايام ويتهمون الدولة والقطاع المعني بالتقصير والتنصل من المسؤولية في تفتيش ومتابعة العمل في هذا المرفق الكبير وتركه رهينة للتسيير الاحادي والعبثي للمشرفين عليه.
طب يستنجد الاهالي برئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز ويطالبون بزيارة هذا المرفق لانهاء معاناتهم اليومية وحتى يرى بام عينيه حجم الفساد والعبث الذي ينخر روح وجسم هذا الصرح الطبي الكبير الذي تعطل عن العمل او كاد بسبب الفساد المستشري بعيدا عن اعين الرقابة و المتابعة ترى هل تستجيب الدولة لطلب الاهالي وتعيد الحياة لهذا المستوصف الذي فقد حياته.