كلمة وزير الثقافة و الصناعة التقليدية و العلاقات مع البرلمان الدكتور/سيد محمد الغابر خلال الدورة 40 لمنظمة اليونسكو بباريس
القى وزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان الدكتور سيدي محمد ولد الغابر اليوم كلمة امام المشاركين في الدورة 40 لمنظمة اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس وهذا نص الكلمة:
“بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
السيد الرئيس،
السيد رئيس المجلس التنفيذي،
السيدة المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم و الثقافة (اليونسكو)،
أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء البعثات،
أصحاب السعادة سفراء الدول الأعضاء،
السادة الخبراء،
أيها الجمع الكريم
اسمحوا لي في البداية أن أعبر لكم عن سعادتي وغبطتي اليوم بوجودي تحت قبة منظمتنا العتيدة، منظمة اليونسكو، التي ترمز لوحدة العقل البشري في اتساق بديع من التنوع الثري للثقافات العالمية، وتجسيد لرمزية إخاء الإنسانية فوق الأرض.
السيد الرئيس،
أيها الحضور الكريم
تنتهج الجمهورية الإسلامية الموريتانية سياسة تهدف إلى الرفع من شأن الإنسان وتكريمه، وذلك من خلال برامج متكاملة تضمن التكفل بالحريات العامة الفردية والجماعية.
كما تعمل على تشجيع النمو ومحاربة كل أشكال الغبن والتهميش، وتوسيع القاعدة الإنتاجية الوطنية، وتعزيز البنية التحتية للبلد، خاصة في الحقل الثقافي والشبابي، والتعليمي، مما يشيع الاستقرار والسلم الاجتماعيين، ويؤهل البلاد لإنجاز الاستحقاقات المدنية والسياسية وخدمة الأجيال
الشبابية الصاعدة.
السيد الرئيس،
تمثل بلادنا قنطرة الحضارات والثقافات الإنسانية
بين شمال افريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، فأضحت مجالا حيويا نشرنا عبره القيم الإيجابية من تسامح وسلم، وإخاء بين شعوب المنطقة وكنا سباقين إلى تعزيز الانتماء العربي الإفريقي والإسلامي والدولي، عبر منظومة القيم التي أنشاها علماؤنا وأدباؤنا ومثقفونا، انطلاقا من نصرة القضايا العادلة، وفض النزاعات، ومعالجة الأزمات،
وتشجيع الوسطية.
السيد الرئيس،
فى مجال الحكامة ، لقد تم الترحيب بالانتخابات التعددية الأخيرة التي أجريت فى بلادنا قبل ثلاثة أشهر كمثال في القارة حيث سمحت بانتقال السلطة في جو يطبعه الاستقرار والسلام، مجسدين بذلك رؤية فخامة رئيس الجمهورية ، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني التي تجعل الحفاظ على السلام في منطقتنا وفي العالم وسيلة أساسية من أجل الأمن والتنمية.
السيد الرئيس،
انطلاقا من إيماننا بالدور المحوري الذي تلعبه الثقافة في التنمية المستدامة، فقد تبنت
موريتانيا إصلاحا ثقافيا طموحا، سيسمح بحماية الهوية الثقافية الوطنية من جهة، ويضمن
التلاحم بين جميع مكوناتها وتعزيز المواطنة من جهة أخرى، كما يجعل من الثقافة قطبا تنمويا يوفر فرص عمل ويدر دخلا على العاملين في الحقل الثقافي داخل المدن الصغيرة والأرياف.
وقد اعتمدنا في ذلك على:
-مراجعة شاملة للمنظومة القانونية للتراث؛
– خطة خماسية للتنمية الثقافية؛
– تنظيم أيام وطنية للصناعة التقليدية؛
– أنشطة ثقافية و تكوين فعال للأطر والفنيين العاملين في مجال الصناعات
الثقافية؛
-إنشاء مهرجانات وطنية كحوامل للصناعة التقليدية؛
-انجاز العديد من الأنشطة فى إعادة تأهيل الأحياء التاريخية؛
.السيد الرئيس؛
في مجال التعليم، وفرت بلادنا موارد هامة لبناء المدارس والتكوين مركزين علي محاربة الأمية لدى الكبار و تمدرس البنات، وكذلك الفئات الاجتماعية الهشة وخصوصا في الوسط الريفي؛ كما تم إنشاء قطاع وزاري مكلف بالتعليم الأساسى و إصلاح التهذيب الوطنى.
ولقد قامت بلادنا ، تأكيدا منها على ترسيخ حماية الحريات العامة والفردية، بخطوات عملية معتبرة في مجال الإعلام تمثلت في تحرير الفضاء السمعي البصري، وسن قوانين حماية الصحفيين مما جعلها تصنف الأولى عربيا في حرية الإعلام على مدار السنوات الخمس الماضية.
كما اعتمدنا إستراتيجية متكاملة لحفظ البيئة والتراث الطبيعي، ونعمل على تنفيذ برنامج خاص لمحاربة زحف الرمال.
وفي هذا الصدد استضافت بلادنا مقر وكالة السور الأخضر الكبير ، وبذلك تتجلى إرادة موريتانيا والتزامها بمكافحة التصحر وحماية البيئة.
كما تستضيف بلادنا، من ناحية أخري، وبكل اعتزاز مقر الأمانة الدائمة لدول الساحل الخمس مؤكدة بذلك حرصها علي توفير الأمن والتنمية في هذه المنطقة.
أخيرا، إن موريتانيا لتجدد دعمها للجهود المبذولة من قبل اليونسكو لتنمية المجتمعات الإنسانية
بتطوير التربية والثقافة والعلوم، وتشد على يدها في الوقوف ضد ما يواجه القدس الشريف من إزالة للمعالم الإسلامية والمسيحية والإنسانية، وكذلك حماية الآثار الفلسطينية باعتبارها تراثا للبشرية جمعاء.
والله ولي التوفيق
أشكركم والسلام عليكم”