وتر حساس… إسراف في الكلام وتقتير في الفعل
في فن الكلام لا يشق لأغلب أفراد نخبنا الثقافية والسياسية، الدارسة فنون الجدل، فهم فيه مدججون بالشعر فصيحه ولهجه وبالأمثال والحكم وضروري الأحاديث إلى ذلك ومن الآيات القرآنية للاستدلال بجرأة، ولكنها على أرض الفعل الذي يبني السلوك القويم وينير الدرب إلى العمل المثمر نهضة ووعيا وعدالة وعزة ووطنا شامخا معطاء، فإن الأمر مخيب للآمال، مثبط للهمم، مخجل بغلبة النفاق عليه ومدمر بكل القرائن والدلائل والإثباتات على بديهية التخلف الصارخ بعد سبع وستين عاما من الاستقلال وتعثر الحراك الفوضوي بثنائية سوء التسيير والفساد، والإمعان المرضي في الماضوية السيباتية.
وبالطبع فإن الكلام الذي لا يثمر لا يعطي كتبا تعمر رفوف المكتبات، ولا ينتهي به المطاف إلى ابتكار أو إبداع يأخذ شهادة تزكيه فيرفع قيمة البناء ويدفع إلى الاستقلالية والمساهمة.
فهل لأحد الوجهين المتقدمين محل من الإعراب في ساحة حراك هذا البلد الذي يسرف أهله في الكلام ويقترون في الفعل؟