ومضة ../ مرارة طعمها لا ينسى…!!
نواكشوط 23 اكتوبر 2019 ( الهدهد .م ..ص)
يحكى أن الكسائي كان من كبار العلماء الحكماء والمؤدبين الفضلاء الذين أشرفوا على إعداد وتربية أشهر أبناء الخلفاء العباسيين وتعليمهم.. وكان من أبرز تلاميذه الخليفة المأمون والخليفة المعتصم والخليفة الأمين أبناء هارون الرشيد..
وذات يوم عندما كان يعلم المأمون بن هارون الرشيد وهو صبي مسك العصا وضر به بها دون سبب ، فسأل المأمون معلمه لم صربتني ..فامره بالسكوت وفعلها ثانية وثالثة فكان المأمون يسأل والكسائي كلما سأل أمره بالسكوت.. ليمضي المأمون يومه مكتوما وينام مقهورا ودون ان يجد جوابا على سؤاله من معلمه.
وعندما تولّى المأمون الخلافة، كان أوّل شيء قام به هو استدعاء معلّمه الكسائي.. وقال له: لِمَ ضربتني ذلك اليوم من غير سبب.. وكلما سألتك عن السبب ضربتني وأسكتّني..؟
فابتسم المعلّم وقال: أَلَمْ تَنْس يا أمير المؤمنينَ؟
فقال المأمون: لا والله لم أنْسَ.. وهـأنذا مازلت أسألك عن السبب..؟
فقال له المعلّم: *حتّى تعلم أنّ المظلوم لا ينسى.. وأن ليل المظلوم طويل يا أمير المؤمنين..!*
فالقصة التي جرت بين المعلم وتلميذه سردتها في هذ ه ” الومضة” ارشادا وتوجيها وتذكيرا لمن يتحملون مسؤولية في مأمورية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني فمرجعيتي في ذلك قوله تعالى ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، وفي الحديث فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته… فليعلم الجميع أن للظلم طعما مرارته لا تنسى … فهل من مدكر …؟
الشريف بونا