
هل يهدد “الترند ” فردية الإنسان… ؟ / بقلم : عائشة سيدى عبد الله
١_ جذور الترند :
في العام 2004، ظهر للمرة الأولى مصطلح “فومو (Fomo) وتعني الخوف من عدم مواكبة الجديد وقد سُجل في قاموس أكسفورد 2006 وتم استخدامه بدايةً بمجال التسويق التجاري ومع ظهور السوشيال ميديا تحولَ إلى مانطلقُ عليه اليوم “الترند” .
محتوى”الترند”يميلُ شكلاً ومضمونا إلى تهويل الحدث بكل أبعاده ويكتسب خلال عملية الإنتشار هالة من الزخم تساعد في إنتشاره على نطاق واسع .
٢_خالف تعرف.
الترند قد يكون موضوعاً هاماً أو حديثاً تافهاً في أحد البثوث المباشرة أو منشوراً سطحيا على حساب مجهول ،لكن القاسمَ المشترك بين هذا وذاك إثارة الجدل وتجاوز المتعارف عليه، وقديماً قيل :خالف تعرف” وهو مثل عربي شهير يتردد على ألسنة الكثير منا وخاصة عندما يريد شخص أن يميزَ نفسه بشئ مختلف عن غيره، أو يكون له رأي مخالفُ في مسألة مطروحة على مائدة النقاش.
٣_ الترند في علم النفس :
ولأن “الترند” هو نتاج بشري فقد ربط المتخصصون في علم النفس بينه وبين مصطلح “تأثير العربة” الذي ينطلق مفهومه من مبدأ التقليد الأعمى لدى البشر ، وإحساسهم بالإنتماء لمجرد المشاركة في قضية عامة، وهي فجوة في النفس البشرية تجعل من “الترند” حدثاً من الصعب مقاومة التفاعل معه .
لذلك علماء النفس يساورهم القلق إتجاه موجات “الترند” ويرون أنها تهدد في عمقها فردية الإنسان وتحوله إلى مجرد تابع ينساق وراء الجماعة دون وعي أو إدراك لمخاطر دوره في ترسيخ هذه الظاهرة بجوانبها السلبية.
٤_ختاماً :
إشكالية “الترند” في سرعة نسيانه مع وصول أول وافد جديد بشرط أن يشتركَ معه في نفس الخصائص والمعايير المثيرة للجدل، مما يسهلُ عليه عملية سحب البساط في فترة وجيزة .
ولتأكيد ما سبقَ دعونا نجرب البحث عن موضوع كان “ترند” منذ أسبوع أو نحاولُ الكتابة عنه على الأقل…!
في الأخير لن نجد من يتفاعلُ مع الموضوع إطلاقاً ، وقد لايتوفر ضمن خوارزميات البحث بتلك السرعة المعتادة ، وكأننا نحاول الوصول لنصوص كتبت في القرن التاسع عشر.
إلى أي مدى يؤثر “الترند” في السلوك الإنساني ؟
وهل هو حالة صحية أم موجة عابرة ؟
