وتر حساس.. ./ المعادلة الصعبة…!!
مما لا شك فيه أن فرنسا أصبحت، بدليل الشواهد، أكثرَ من أمريكا وتايوان والبرازيل وجزر البهاما وفورموزا وهاواي، هي مختبر العالم الأنشط لتكريس “بهيمية” الإنسان بإطلاق العنان لغرائزه الجنسية واتباع هواه بحرية مطلقة لا تعرف القيود أو الضوابط، حتى باتت تعلن للعالم أنه لا ضرورة لوجود أب للمولود، ولا للمرأة أو للرجل نظير من الجنس الآخر في البيت المثلي الذي أصبح شرعيا.
ولكن الأمر على خطورته لا يقتصر على فرنسا التي تعلنها حرية، توثق لها القوانين وتهيئ الأطر التي تكفلها وتحميها، بل وإن العديد من الدول بدأت تشهد هذا التوجه وتترك الباب مفتوحا باسم شعارات منها “جسد المرأة ملكها” تتصرف فيه كما تشاء.
شعارات وصلت إلى منكبنا البرزخي حتى أصبحت ترددها، بلا حياء أو خوف، حناجر بعض نسوة في موريتانيا يدعمها في ذلك طيش ذكوري جريء؛ شعارات مهدت للعلاقات غير الشرعية التي تمارس على نطاق يتسع بالكاد مقنعة، وأكثر المتعاطين من ميسوري الحال شيوخا وشبانا، ومن أطر الدولة الكبار والذين يطلقون على أنفسهم “الوجهاء” و”رجال الأعمال” و”قادة الرأي” بمباركة صمت من يطلق عليهم وصف “رجال الدين” من داخل مكاتب المؤسسات والقطاعات وفي الأحياء الشعبية وبعض الراقية وعلى مخارج العاصمة وفي ساحاتها الجانبية.
إنها موجة شديدة من تقبل انحلال الغرب المعلن عنده تحت شعار الحرية بازدواجية منافقة عندنا، استنكار نظري ملامح ضعفه لا تخفى على مبصر، وتقبل وانسجام معه في واقع الممارسات التي لا تكاد تخفى هي الأخرى.
فمن لهذه المعادلة في بلد التناقضات الكبرى؟
ومهما يكن، تبقى قوة مهارتنا في تقمص الفضيلة والدفاع النظري عنها لا يضاهيه إلى شدة ضعفنا عند التطبيق في أنفسنا ومن حولنا، وسرعة توارينا وراء السجالات الكلامية المشحونة بحفظ الأنظام والمتون والأشعار من ناحية، وانغماسنا تحت ستار الظلام فيما عنه ننهي ونلتمس بقدراتنا على المناورة الكلامية الجريئة على الوجه الشرعي لالتماس لمخارج بعد الوقوع المتعمد في المحاذير.
بقلم :الولي سيدي هيبه